معبر ربيعة.. شريان “تنظيم الدولة” بيد الأكراد
دخلت المعركة بين قوات البشمركة الكردية وتنظيم الدولة في العراق منعطفا حاسما تبرز أهميته أولا في السيطرة على معبر ربيعة مع الحدود السورية، وثانيا في وقوف إحدى أكبر عشائر السنة في شمال العراق إلى جانب الأكراد في مواجهة تنظيم الدولة.
وكان لسيطرة تنظيم الدولة على معبر ربيعة الذي يربط محافظة نينوى في العراق بمدينة القامشلي في محافظة الحسكة السورية، دور أساسي في حرب داعش مكن التنظيم المتشدد من فرض امتداد جغرافي بين سوريا والعراق وإعلان الخلافة في يوليو الماضي.
وكان معبر ربيعة بمثابة الشريان الذي استخدمه تنظيم الدولة لنقل ما اغتنمه من سلاح وعتاد بعد سيطرته على أجزاء واسعة من محافظة نينوى إلى الأراضي السورية، ما أكسب التنظيم زخما مهما مكنه من بسط سيطرته على كامل محافظة الرقة، ومن تضييق الخناق على البلدات الكردية حتى أصبح على أعتاب كوباني في أقصى الشمال السوري.
إلا أن دخول مقاتلين من عشيرة شمّر السنية مع القوات الكردية في خندق واحد ضد تنظيم الدولة ساعد الطرفين على استعادة المعبر، كما أكسب الأكراد حليفا قويا في المعركة المستمرة ضد داعش بعد 3 أشهر من المفاوضات للوصول إلى اتفاق للتنسيق بين الطرفين.
واستعادة معبر ربيعة تصب أيضا في مصلحة المقاتلين الأكراد على الجانب السوري، فبدلا من استخدامه من قبل تنظيم الدولة لنقل إمداداته إلى مقاتليه من العراق إلى سوريا، سيكون المعبر ممرا يرسل من خلاله أكراد العراق تعزيزاتهم ودعمهم إلى أكراد سوريا الذين يواجهون ذات العدو المشترك.
وسيكون كسب دعم العشائر السنية هدفا حاسما للحكومة العراقية وحلفائها الإقليميين والغربيين في المعركة ضد المتشددين.
وإذا صمدت السيطرة على معبر ربيعة فسيمثل ذلك أحد أكبر النجاحات منذ بدء قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة بقصف أهداف تنظيم الدولة في العراق وسوريا. هذا القصف الذي كبح تقدم التنظيم ومكن الأكراد والجيش العراقي من استعادة نحو نصف الأراضي التي فقدتها قبل أغسطس.