مقالات

باجر عقبه رايح وبعدين

الشعب عيز واهو يتحلطم، والكتّاب عيزوا واهم يكتبون، والكويت عيزت واهي تبجي، مع ذلك الوضع باق على ما هو عليه، لا يتغيّر ولا يتبدّل.نعرف ان النّفس أمّارة بالسوء، ونعرف أنها ضعيفة أمام بريق المال، ونعرف ان ذاك من ذاك الذي استطاع ان يقاوم المغريات، وينأى بنفسه عن الحرام، ولكن شوية خجل وحياء أبد ما تضر، وتعال ناخذ ونعطي مع بعض فربما وصلنا الى شيء.انت – الله خير- من الفئة ضعيفة النفس، رديئة المضمون، المخبر عندك مش ولابد، والشيطان قادر عليك ولاعب فيك شوردلي، والنصيحة ما توصل لا لقلبك ولا لعقلك، يعني ما في مشكلة عندك انك تبوق، وراضي على نفسك وسمعتك دخول نادي اللصوص والحرامية من أوسع الأبواب،

وقابل توكّل وتلبّس وتسكّن وتسفّر نفسك وعيالك من أموال السحت، على الرغم من ان الذنب عليك بروحك مو عليهم لأن كل نفس بما كسبت رهينة، ولا تزر وازرة وزر أخرى، بس يا أخي حاول تاخذ وتخلّي، عشان خاطرك قبل لا يكون عشان خاطرنا.يعني اذا وصلت لايدك فرصة تلهط منها بيزتين حلوين مثل مشروع حكومي قيم، أو مناقصة حكومية ثقيلة، أو صفقة شراء كبيرة، فدوس على نفسك يزاك الله خير، وحاول تخاف ربك شويّة،

وخنصر منه المعقول، وشوية رحمة بديرتك واهلها ما تضرّ.يعني مو حلوة توضع فيك الثقة، وتكون مسؤول عن مشروع، أو مناقصة أو صفقة، وترضى على نفسك ان تكون النتيجة أقل بكثير من مستوى الطموحات والتوقّعات، وترى مو بس انت الكويتي، ترى هم باقي الشعب مثلك كويتيين، ومن حقهم ينتفعون بأموال بلدهم عن طريق الاستفادة من منتج محترم، كدّ ومد يثير الاعجاب، وكونك الوسيط يجب عليك ان تحرص على ذلك.يعني يا محترم، لا تسترخص اللحمة، فتخون فينا المرقة.أخيرا، ما أدري أيها الفاسد، هل نطلب منك ان تخاف الله بالكويت وبأهلها، يمكن الله يهديك وتستجيب، والا نوفّر التعب، وما ندوّخ راسنا مع نتيجة معروفة سلفا، وعلى العموم يجب عليك ان تتذكر شيئين مهمّين،

أولهما ان الموت لا يرسل مسجاً قبل مجيئه، فهو يأتي بغتة وبلا انذار، وثانيهما ان الكفن بلا جيوب، وان وجدت فيه جيوب، فلن تكفي كي تضع فيها ما استحلّيته لنفسك من مال حرام، وان اتسعت لجميع سرقاتك، فانها لن تنقذك من نار جهنم التي لن ينجيك منها شيء حتى لو جئت بملء الأرض ذهبا، بالتالي هل يوجد انسان عاقل يفضّل أموال السّحت على رضا ربه، وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين! أيها الجاني على نفسه كافي عاد، واتق يوما تفرّ فيه من أمك وأبيك وصاحبتك وبنيك، ولكنك أبدا لن تفرّ من سوء عملك، فهل تساوي أموال الدنيا عندك ساعة عذاب في جهنم، أعاذنا الله منها!

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.