التغذية الإجبارية لمضربي غوانتانامو في جلسة قضائية
قال محامو معتقل مضرب عن الطعام في غوانتانامو أمام قاضية فيدرالية، الاثنين، إن مسؤولي المعتقل يعاملون موكلهم بطريقة مهينة وقاسية ومؤلمة عندما يجبرونه على تناول الغذاء السائل عبر أنبوب يدخل معدته عبر أنفه، وإن هدف المسؤولين هو “تحفيزه” على كسر إضرابه.
المعتقل هو السوري جهاد أحمد دياب الذي يبلغ 43 عاما، وهو معتقل في غوانتنامو منذ 12 عاما وغير متهم بأي جريمة. اسمه على قائمة المعتقلين الذين من المفترض إطلاق سراحهم. وتشير التسريبات الصحافية إلى أن دياب سينقل مستقبلا إلى الأوروغواي.
ويطالب محامو دياب من محامية فيدرالية أن تجبر مسؤولي المعتقل على تغيير كيفية تغذية موكلهم، وهم يتهمون الحكومة باتباع أسلوب غير إنساني لذلك لأسباب ليست لها علاقة بالحاجة الطبية أو الأمنية.
حيث عرض محامي دياب ايريك لويس الأنبوب المطاطي الذي يستخدمه العاملون الطبيون لإطعام المعتقلين المضربين عن الطعام أمام القاضية جلاديس كيسلير خلال الجلسة الأولى في المحكمة. وقال “السيد دياب مضرب عن الطعام بشكل متقطع منذ سبع سنوات. إنها الطريقة الوحيدة المتاحة له للاحتجاج – بطريقة سلمية – على اعتقاله غير المحدد. في المقابل، يتم انتزاعه من زنزانته وربطه كأنه حيوان بكرسي محزم يصفه المعتقلون بكرسي التعذيب”.
جوهر القضية هو اختلاف حول الأسلوب الذي يتبعه مسؤولو المعتقل لتغذية المعتقلين المضربين عن الطعام. حاليا، إن رفض المعتقلون تناول عدد معين من الوجبات بشكل متواصل وإن فقدوا نسبة معينة من وزنهم، يقوم الحراس بنقل المعتقلين من زنزانتهم إلى كرسي يحزمون فيه، ومن ثم يقوم طاقم طبي بإدخال أنبوب مطاطي عبر أنف المعتقل إلى معدته وضخه بسائل مغذٍّ، لكن في الكثير من الأحيان، خاصة في حين رفض تعاون المعتقلين، يتم انتزاعهم من زنازنتهم بعنف من قبل فريق من الحراس، ويتم دفع الأنبوب عبر أنوفهم من قبل الطاقم الطبي بشكل يصفه الكثير من المعتقلين بالمؤلم. يقول محامو دياب إنه تم انتزاعه من زنزانته أكثر من ألف وثلاثمئة مرة.
محامو دياب يقولون إن آلام الظهر والضعف الجسدي يحولان دون سير موكلهم للفريق الطبي لتلقي الغذاء، وإنه بحاجة لكرسي متحرك لنقله. هم يطالبون مسؤولي المعتقل بعدم استخدام أحزمة لربط موكلهم بكرسي للتغذية. ويقولون إن المسؤولين يعقدون من عملية التغذية افتراء وليس لسبب طبي، مشيرين إلى عدة أوامر طبية يتم إلغاؤها من قبل المسؤولين وليس من قبل الأطباء لأسباب عقابية.
يقول محامي دياب لويس “يوما يلي اليوم، وشهرا يلي الشهر، وسنة تلي السنة، السيد دياب لا يريد أن يموت، بل يريد أن يعامل كإنسان”.
وقام محامو دياب بإحضار طبيبين التقيا بدياب في غوانتانامو لتقديم شهاداتهما حول صحته وحول طرق التعامل الأخلاقية مع المضربين عن الطعام.
من ناحيتها، تصر الحكومة على أن دياب هو معتقل مشاغب يقوم بالاعتداء على الحراس والممرضين باستمرار، وأنه يرفض حضور مواعيده الطبية رغم شكاواه المستمرة عن آلامه. هم أيضا يقولون إنهم وفروا كرسيا متحركا لدياب مؤخرا. قال محامي الحكومة اندرو واردن “إن استخدام الكرسي المحزم ليس عقابا، بل يستخدم لتأكيد إدخال الأنبوب عبر الأنف بشكل سليم، وللمحافظة على أمن وسلامة الحراس والطاقم الطبي، فالسيد دياب قام برشق الطاقم في أحيان عدة بسوائله الجسدية مثل البراز والبول”.
وتأتي أهمية الجلسة في أنها الأولى التي سيقرر فيها قاض فيدرالي شروط الاعتقال في غوانتانامو، حيث إن محامي دياب كانوا قد طلبوا من القاضية كيسلر العام الماضي النظر في طريقة معاملة الحكومة لموكلهم ولكنها رفضت ذلك، كما قالت، لأن الإشراف على معتقل غوانتانامو العسكري في القاعدة الأميركية في كوبا ليس من صلاحياتها، لكن المحامين قاموا باستئناف قرار كيسلر، وقررت محكمة استئناف فيدرالية هذا العام إن لكيسلر الحق في النظر في الطريقة التي تعامل فيها الحكومة معتقليها.
هذا وقررت كيسلر الأسبوع الماضي أن تجبر الحكومة على نشر ثمانية وعشرين فيديو تظهر عملية تغذية دياب بالإجبار عبر الأنبوب. الفيديوهات تظهر أيضا الكيفية التي يقوم فيها جنود المعقتل بانتزاع دياب من زنزانته. وكانت الحكومة قد قالت إن نشر الفيديوهات سيمس بالأمن القومي الأميركي، الأمر الذي رفضته القاضية. من غير الواضح بعد متى سيتم إصدار الفيديوهات حيث تصر الحكومة على حذف الصور التي تظهر وجوه الحراس والطاقم الطبي أولا.
وهناك حوالي 11 معتقلا مضربا عن الطعام من بين مئة وتسعة وأربعين معتقلا في غوانتنامو، رغم أن عدد المضربين عن الطعام يختلف بين الفينة والأخرى.
“أريد أن يرى الأميركيون ما يحدث في المعتقل اليوم حتى يفهموا سبب إضرابنا عن الطعام ولماذا يجب إغلاقه”.. كان محامو دياب قد كتبوا في مرافعة قانونية سابقة.