مقالات

والله عفية عليكم

دائما وأبدا وفي كل الظروف والأحوال، تأتي مصلحة الوطن والمجتمع قبل مصلحة الفرد ورغباته الشخصية، وعندما ترصد أجهزة الدولة الأمنية أمورا تمثل تهديدا لاستقرار الوطن وسلامته، فمن حق الحكومة ان تصدر القوانين والقرارات التي تعالج ذلك، والقرار الذي صدر أخيرا من وزارة الداخلية السعودية يتعلق بهذا الموضوع. وزارة الداخلية في المملكة أصدرت قرارا سياديا تمنع فيه شرائح كثيرة من المجتمع السعودي من الزواج بغير السعوديات بما في ذلك الخليجيات والعربيات، فمصلحة المملكة تتطلب مثل ذلك القرار،

وهي تشكر عليه، حتى ان رأى البعض فيه تدخلا في الأمور الشخصية للفرد السعودي، واذا أبى السعودي الا الزواج المختلط فبامكانه التخلي عن وظيفته، والعمل في وظيفة أخرى لا يشملها القرار، فمن أجل الورد ينسقي العليق، أليس كذلك! قرار المنع هذا يشمل الوزراء ومن في مرتبتهم من شاغلي المرتبة الممتازة والمرتبتين 14 و15، وكبار موظفي الدولة خصوصا العسكريين، ورؤساء مجالس الشركات المساهمة، وموظفي الجمارك، وأعضاء السلك القضائي في وزارة العدل،

وفي ديوان المظالم، وكتاب العدل، وأعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام، وموظفي الديوان الملكي، ومجلس الوزراء، وأعضاء مجلس الشورى، وموظفي وزارة الخارجية، والدبلوماسيين، والاداريين، والموظفين العاملين خارج السعودية، وأيضا منسوبي القوات المسلحة في وزارة الدفاع، والطيران، والحرس الوطني،

وقوات الأمن الداخلي سواء الضباط أو الأفراد العاملين في المباحث والاستخبارات العامة، وجميع الطلاب الذين يدرسون في الخارج سواء أكانوا مبتعثين من الحكومة أو يدرسون على حسابهم الخاص، والموظفين الذين يشغلون وظائف ذات أهمية خاصة، أما الفئات التي لا يتضمنها القرار فعليها الحصول على اذن من وزارة الداخلية أو من يفوضه للزواج من غير السعوديات. الوضع في شرقنا الأوسط يغلي، والمخاطر تتزايد يوما بعد آخر، والتهديدات تصلنا من كل مكان، ولا يخاف على بلده الا المواطن الأصلي، وحين يكون مركز الزوج حساسا، فمن الأفضل ان تكون زوجته من نفس جنسيته،

فبذلك يتوفر الاطمئنان، ويزول الشك والريبة خاصة حين يكون الزواج زواج مصلحة، أو لأغراض سياسية قد تكون مسيئة للدولة. ما فعلته المملكة هو لحماية أمنها القومي رضي من رضي وسخط من سخط، ولن يسخط من مثل هذا القرار الا الذي في قلبه مرض. طبعا لن نطلب من حكومتنا ان تفعل المثل لأن نص الشعب متزوج من بره، ولأن الله لا يكلف نفسا الا وسعها، وحكومتنا يا عيني وسعها ضيق جدا، ولولا ذلك ما تحوّلنا من مجتمع كويتي متجانس، مترابط، يعرف بعضه بعضا، الى وضع لا يخرج عن دائرة خربط خرابيط بربط برابيط، ولكن شنقول، الشكوى لله!.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.