تردد تركي في المشاركة بالحرب ضد “داعش” في سوريا
مازال الموقف التركي متردداً إزاء المشاركة في الحرب ضد المتطرفين على الرغم من التطورات التي تشهدها مدينة كوباني الحدودية وموافقة البرلمان على تفويض الحكومة بالتدخل البري في سوريا.
ورغم الانتشار العسكري المكثف الذي شهدته الحدود مؤخراً فإن جمود التحركات العسكرية التركية يعكس واقع القرار السياسي التركي فيما يتعلق بالتدخل العسكري في سوريا.
رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، أكد الموقف التركي بالقول إن أنقرة ستبذل كل ما في وسعها كي لا تسقط كوباني، لكنه استبعد أي تدخل ضد “داعش” رغم أن مواقعها تقع على مرمى نيران الدبابات التركية.
وتخشى تركيا من أن تعزيز الموقف الكردي في شمال سوريا قد يقويهم، ولاسيما مع احتمال أن تنتهي الأسلحة الغريبة التي يتم تسليمها إلى المقاتلين الأكراد بأيدي حزب العمال الكردستاني الذي بدأت معه حكومة أنقرة محادثات سلام قبل نحو عامين، وهو ما قد يؤثر على مسارها.
ورغم أن تركيا رفضت في وقت سابق فكرة المشاركة في العمليات العسكرية ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب في كل من سوريأ والعراق، فإنها مازالت ترى في إقامة منطقة عازلة شمال سوريا أو منطقة حظر جوي شرطاً أساسياً لمشاركتها.
ورغم كل المواقف التركية السابقة فإن حلف شمال الأطلسي “ناتو” مازال يؤكد الاستمرار على استعداده التام للتدخل وحماية أنقرة، الدولة العضو فيه، من أي تهديد يأتيها من الجنوب.
وفيما يبقى بالنسبة لحكومة أنقرة إسقاط نظام الأسد أولوية فوق كل الأولويات، تجد كوباني نفسها منفردة في مواجهة المتطرفين على الأرض حتى إشعار آخر بتحرك تركي جديد.