اليمن: المئات من سكان صنعاء يغادرونها خوفاً من الحوثيين
قضى سكان العاصمة صنعاء أيام عيد الأضحى المبارك، لأول مرة منذ عقود طويلة، في ظل عاصمة محتلة من قبل الحوثيين، الذين يسيطرون عليها منذ الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي وحتى اللحظة، في الوقت الذي مازالت تسمية رئيس الحكومة الوحدة الوطنية التي تم التوصل إليها في اتفاق الشراكة والسلم تواجه خلافات بين الرئيس والجماعة المتمردة، بحسب ما أوردت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية اليوم الثلاثاء.
وأكدت مصادر محلية في صنعاء أن الكثير من السكان غادروها إلى قراهم هذه السنة بطريقة تختلف عن كل عام في مثل هذه المناسبة، التي يسافر فيها الناس إلى القرى في موسم الأعراس، لكن قبل قدوم العيد بفترة طويلة، وذلك خشية من التطورات الجارية في العاصمة، واحتلال الحوثيين لمئات المؤسسات الحكومية والعسكرية والأمنية ومنازل السياسيين واقتحام ونهب منازل صحافيين وإعلاميين.
منتزهات خالية
ورغم الهدوء النسبي الذي تشهده صنعاء، فإن متنزهات العاصمة بدت شبه خالية من المرتادين خلال الأيام الثلاثة للعيد، حيث فضل الكثير من المواطنين السفر إلى مدن وقرى أخرى أكثر هدوءاً. وما زال الحوثيون يبسطون سيطرتهم على صنعاء وعلى كافة مناحي الحياة فيها، ويسيرون دوريات لميليشياتهم وسطها تحت مسمى “اللجان الشعبية”، وهو الأمر الذي يثير الذعر في أوساط سكان العاصمة التي يصل عدد سكانها إلى نحو ثلاثة ملايين نسمة.
ويسيطر المقاتلون الحوثيون تقريباً على جميع المنشآت الحكومية، بداية من المطار والمصرف المركزي وصولاً إلى وزارة الدفاع. ولم يعد لقوات الشرطة وجود يذكر في الشوارع، في الوقت الذي عجت شوارع العاصمة بملصقات تحمل شعار الحوثيين ـ “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام” ـ ويشبه شعار إيراني شهير يردده مسلحون شيعة في العراق وكذلك أنصار جماعة “حزب الله” اللبنانية.