تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تثير الغضب في تل أبيب
تتواصل ردود الفعل على الساحة الإسرائيلية عقب الحوار العام الذي أجراه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية بيني غانتس مؤخراً مع عدد من وسائل الإعلام، والذي أشار فيه إلى أهم إنجازات العملية العسكرية الأخيرة في غزة.
وقال غانتس: “حطمنا القوة الاستراتيجية الأساسية لحماس، ودمرنا جميع الأنفاق الهجومية التي خططت لاستخدامها، وقضينا على الجزء الأكبر من منظومة إنتاج الصواريخ التي لديها، وأوقفنا محاولات التسلل من البحر والجو بواسطة طيارات من دون طيار، وفعلنا الجزء الأكبر من هذا كله من دون أن نضطر إلى احتلال القطاع حيث كنا سندفع ثمناً أكبر بكثير، وهذا إنجاز بحد ذاته. وفي نهاية الأمر، قبلت حماس وقف إطلاق النار من دون شروط ومن دون تحقيق أي مطلب كانت تصر عليه طوال العملية”.
وتباينت ردود الفعل في تل أبيب بشأن تأييد هذه التصريحات أو رفضها، خاصة أن هناك قطاعاً واسعاً من الإسرائيليين، خاصة من المنتمين إلى المعارضة، تشير إلى أن إسرائيل لم تحقق أياً من الأهداف التي أعلنتها قبل الحرب، خاصة القضاء على المنظومة الصاروخية لحزب الله، وهي المنظومة التي لا تزال تعمل وتتوجس منها إسرائيل، والأهم من كل هذا أن الكثير من وسائل الإعلام أو الصحف الإسرائيلية تكتب بصورة شبه يومية عن مخاطر هذه المنظومة وتأثيرها سلبياً على استقرار وأمن إسرائيل.
وأثارت نقطة أخرى لغانتس ردود فعل سلبية، تناولت انعكاسات التطورات التي تجري في المنطقة على إسرائيل، إذ قال: “أعداؤنا في المنطقة مشغولون بمشكلات أخرى عن مواجهتنا”، ضارباً المثل بحزب الله المشغول اليوم بتنفيذ ما تريده إيران في سوريا، والجماعات الأصولية أيضاً التي تحارب في سوريا، والمنشغلة بالمواجهات مع قوات الجيش السوري، والجهاديون في سيناء ممن ينشغلون الآن بمحاربة قوات الجيش المصري.
وقال إن كل جماعة أصولية وخطيرة في الشرق الأوسط تنشغل عن محاربة إسرائيل بقضية أخرى.
وأثار هذا التصريح غضب الكثير من الإسرائيليين، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ممن أكدوا أن غانتس يطالب وبصورة غير مباشرة بدعم هذه الجهات التي تحارب المتشددين، وهو الأمر الذي من الممكن أن يتم تفسيره بصورة تنعكس سلباً على إسرائيل.
الأهم من هذا، أن غانتس هدد إيران بضرب مواقعها النووية، وهو التهديد التي رأت جماعات السلام الإسرائيلية فيه خطوة وتصريحاً غير مبررين، خاصة وأن إيران لم تصدر أي تصريحات معادية لإسرائيل في الفترة الأخيرة، والأهم من هذا أنها تسعى إلى التفاوض مع المجتمع الدولي بشأن قوتها النووية، وهو الأمر الذي دفعها إلى التوقف ولو “مؤقتاً” عن انتقاد إسرائيل والهجوم المتواصل ووصف بعض الإسرائيليين هذه التصريحات بـ “الشو الإعلامي”، الذي يرغب بيني غانتس من ورائه في حشد الكثير من المكاسب بأي وسيلة مهما كانت دوافعها.