سياسيون: “نيويورك تايمز” تشوه إرادة المصريين
أثار مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية حول مصر موجة غضب عارمة وردود أفعال واسعة النطاق بين عدد من القادة السياسيين والحزبيين ورموز العمل العام والسياسي.
وأكدوا أن الصحيفة تعد من الصحف الموالية للوبي الإخواني داخل واشنطن، وتستخدم مفردات ومصطلحات إخوانية، مثل وصف ما حدث في ثورة 30 يونيو بالانقلاب، وأن السيسي هو قائد الانقلاب، وهي مفردات لا يرددها سوى الإخوان وأنصارهم، فيما اتهم بعضهم البيت الأبيض بأنه يتبنى مواقف جماعة الإخوان قلباً وقالباً.
ناجي الشهابي، عضو المجلس الرئاسي لتحالف الجبهة المصرية أكد لـ”العربية.نت”، أن مقال ” نيويورك تايمز” يعبر عن وجهة نظر الإخوان والجناح المؤيد لهم داخل الإدارة الأميركية، مضيفاً أن هناك صراع أجنحة داخل إدارة أوباما، منهم جناح يناصب مصر العداء بعد ثورة 30 يونيو، ويرفض الاعتراف بها ويزعم أو يردد مزاعم الإخوان بأنها ليست ثورة بل انقلاب، وهو ما كشف عنه المقال مدفوع الأجر في الصحيفة، بحسب تعبيره.
وقال إن لقاء السيسي بأوباما لم يغير من وجهة النظر المناهضة لمصر التي لا تريد أن تقف على حقيقة الأحداث فيها، فلم يلفت نظرها أن السيسي فاز بالرئاسة وبنسبة أصوات بلغت 92% من أصوات الناخبين، وهو ما يعني فوزه باكتساح لشعبيته الجارفة، كما لم يلفت نظرها ثقة المصريين فيه وقيامهم بشراء شهادات استثمار في قناة السويس الجديدة وبمبالغ فاقت التوقعات، مطالباً وزارة الخارجية بضرورة استغلال هذا المقال لبدء حملة إعلامية وصحافية في وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية لتوضيح حقيقة الوضع في مصر وللرد على مغالطات الإخوان وتصحيح الأفكار الخاطئة التي يروجونها في الصحافة الغربية والأميركية حول أحداث “رابعة” وثورة 30 يونيو وأعداد المعتقلين وغيرها.
من جانبه، طالب محمد أبو حامد، البرلماني السابق ورئيس حزب “حياة المصريين”، بحق الرد على ما ورد في “نيويورك تايمز”، مطالباً أجهزة الدولة المصرية بتفنيد كل الادعاءات التي وردت في افتتاحية الصحيفة ودحضها بالأدلة والبراهين الدامغة حتى يمكن تصحيح الصورة لدى المواطن الغربي وتغيير مفاهيمه واطلاعه على حقيقة الوضع في مصر.
وقال أبو حامد إن ما ورد في المقال يعد من قبيل الحرب الإعلامية التي يشنها اللوبي الإخواني داخل أميركا ضد مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، مطالباً وزارة الخارجية المصرية والهيئة العامة للاستعلامات بالاستعداد والتأهب للدفاع عن مصر في كل المحافل الدولية والإعلامية رداً على هذه الحرب الشرسة.
وأضاف أن افتتاحية “نيويورك تايمز” تؤكد أن الإدارة الأميركية لم تغير سياستها تجاه مصر، وأنها مازالت تمارس ضغطاً ممنهجاً ومتنوعاً على الإدارة المصرية.
على الجانب الآخر، طالب الفقيه الدستوري محمد نور فرحات بالرد وبتفصيل كامل حول الأكاذيب التي أوردتها الصحيفة، والتي ادعت فيها أن ما حدث في 3 يوليو 2013 “انقلاب عسكري”. وقال إن “الصمت في هذه الحالة يضر بمصالح مصر ضرراً بالغاً”.
واعتبر الكاتب الصحافي نبيل زكي، المتحدث باسم “حزب التجمع”، أن مقال الصحيفة يؤكد أن واشنطن لم تغير مواقفها من القاهرة، وأنها تتبنى مواقف جماعة الإخوان.
وأوضح أن مصر لن تبادر بطلب قطع المعونة عنها، ولكن إذا قدم مشروع للكونغرس بهذا الشأن يجب أن تتقدم مصر بطلب لقطع المعونة لحفظ الكرامة وللحفاظ على استقلالية القرار المصري واحترام إرادة الشعب.
وكانت “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها منذ أيام تحت عنوان “كبح جماح المساعدات العسكرية لمصر”، دعت إلى ما وصفته بتحرير قادة مصر من الوهم الذي يعيشون فيه بشأن المساعدات العسكرية التي تحصل عليها مصر.
وقالت الصحيفة إن قادة مصر يعتقدون أن المساعدات العسكرية التي يحصلون عليها كل عام، والتي تقدر بـ1.3 مليار دولار سنوياً، حق لهم إلى الأبد مقابل توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979.
وقالت إنه منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر في “انقلاب عسكري” في يوليو 2013، عادت البلاد إلى الاستبداد وسجن المعارضين السياسيين، وإسكات المعارضين وتشويه صورة الإسلاميين “السلميين” (حسب الصحيفة).
وأشارت إلى أن قيادات جماعة “الإخوان المسملين” تقبع الآن في السجون، وتتهم “ظلماً” بأنها إرهابية، وبات أنصار الإخوان يفتقدون من يوجههم، مما يثير احتمال تحولهم إلى التطرف.
وتابعت القول: “في الوقت الذي تحارب فيه الولايات المتحدة متطرفين سنة في العراق وسوريا، وتسعى إلى عزل تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، فإن الاستبداد الساحق في مصر سيدفع عددا كبيرا من مواطنيها إلى العنف باعتباره الأداة الوحيدة”.
واعتبرت الصحيفة أن حكومة السيسي فرضت إجراءات صارمة ضد المظاهرات، وشددت الرقابة على وسائل الإعلام الرسمية، وحاكمت الصحافيين قضائياً.
وقالت: “إنه في سيناء، نقل الجيش المصري المعركة ضد المتشددين إلى مناطق مأهولة بالسكان، مستخدماً الدبابات الأميركية الصنع لقصف المناطق المدنية، وحين نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريراً حول القمع الوحشي في فض اعتصام رابعة وقتل أكثر من 900 متظاهر، منع ممثلو المنظمة من دخول البلاد”.
وأضافت أن السيسي الذي وصل إلى السلطة في انتخابات مزورة (حسب زعمها)، ظن أن العالم كله لا يلاحظ ما يجري في مصر، وادعى في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه يبني مصر جديدة تحترم الحقوق والحريات، وتكفل التعايش بين جميع المواطينين دون استثناء أو تمييز.
وطالبت الصحيفة واشنطن بإبعاد مصر عن نظام تمويل التدفقات النقدية، كما طالبت وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بأن يعلن أمام الكونغرس أن عودة مصر إلى طريق الديمقراطية هي شرط لاستئناف المساعدات العكسرية.