وزير الدفاع الأمريكي السابق: أوباما سلبي وشكّاء ويتجنب خوض المعارك
وكما تصف الصحيفة، فإن بانيتا لم يلجأ إلى الغموض والمراوغة في وصف تلك الخلافات، بل إنه يسلط الضوء في كتابه على الأحداث المؤسفة التي تنكشف الآن في الشرق الأوسط، وصعود تنظيم الدولة اللا-إسلامية واستيلائه على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق.
ويبرز الكتاب القرارات التي اتخذتها إدارة أوباما وكانت من وجهة نظر مؤلف الكتاب والعديد من المراقبين العسكريين، السبب في تفاقم التطورات على أرض الواقع؛ نتيجة فشلها في الحد منها.
أنظار داعش ستتحول إلى الغرب
ويذكر الكتاب أنه جرى قبل عامين وضع خطة، دعمها ليون بانيتا ومدير الاستخبارات الأمريكية، ووزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت هيلاري كلينتون، استهدفت تسليح المعارضة السورية المعتدلة.
وقال المؤلف: “إن تنفيذ تلك الخطة كان سيساعد على تجاوز الأمر، وأعتقد أننا ندفع ثمن عدم القيام بذلك، فيما نشهده يحدث الآن مع داعش، وإذا لم ننجح في منع هؤلاء المتطرفين من الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة الشرق الأوسط، فإن الأمر لا يتجاوز كونه مسألة وقت فقط وسوف تتحول أنظارهم إلينا”.
العراق والاستقرار الهش
وانتقد الكتاب معارضة إدارة أوباما لبقاء عدد قليل من القوات الأمريكية في العراق، كما نصح المؤلف للمساعدة في الحفاظ “الاستقرار الهش” بالعراق خلال عام 2011.
ووصف البيت الأبيض بأنه كان يحاول التخلص من العراق بدلاً من الانخراط في الإجراءات التي من شأنها أن تحافظ على نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها.
وفشلت إدارة أوباما، التي ترغب في الانسحاب، في عقد صفقة مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في ذلك الوقت، لبقاء عدد متواضع من القوات الأمريكية في الأراضي العراقية، الأمر الذي كان كفيلاً، من وجهة نظر مؤلف الكتاب، لإرشاد القوات العراقية حول أفضل السبل لمواجهة عودة ظهور تنظيم القاعدة.
جدير بالذكر، أن ليون بانيتا شغل من قبل منصب أول مدير لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في عهد أوباما، كما تولى الإشراف على العملية الأمريكية التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة.
وفي بعض أجزاء الكتاب، يتناول بانيتا قضايا حاسمة تتعلق بوزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأمريكية، والاعتماد المتزايد في عهد الرئيس أوباما على حرب الطائرات بدون طيار وعمليات القتل المستهدف.
هفوات الاستخبارات الأمريكية
وانتقدت صحيفة نيويورك تايمز صفحات الكتاب التي لم تتناول بالتحليل الهفوات الاستخباراتية، التي ساهمت في فشل إدارة أوباما في توقع حدوث الربيع العربي، وفهم تداعياته في مصر وليبيا وسوريا.
وذكرت نيويورك تايمز: “لا يحتوى الكتاب على أي تفسير حقيقي للأسباب التي جعلت البيت الأبيض يبدو متفاجئاً من صعود داعش وانهيار الجيش العراقي، وحدثت تلك التطورات عقب ترك ليون بانيتا للحكومة، غير أن القراء كانوا يأملون في أن يوضح مؤلف الكتاب هل حدث ذلك نتيجة مشكلة في الاستخبارات أم مشكلة في صنع السياسات في البيت الأبيض، وهي القضية المثيرة للجدل في الوقت الراهن”.
ضربة لمصداقية أمريكا
كما انتقد مؤلف الكتاب القيادة الرئاسية لأوباما، لاسيما سياسته تجاه معالجة الأوضاع في سوريا، ووصفها بأنها “سياسة متأرجحة”، إذ كان أوباما في البداية يميل إلى عمل عسكري محدود بعد اقتناعه أن قوات بشار الأسد تشن هجوماً مدمراً كيميائياً ضد شعب سوريا، وهو ما اعتبره أوباما من قبل “خطاً أحمر” وحذر منه، غير أن أوباما تراجع ووافق على تحويل الأمر إلى الكونغرس، وهو متأكد تماماً أنها مجرد وسيلة لعدم اتخاذ أي إجراء.
ووصف مؤلف الكتاب هذا التصرف بأنه “ضربة لمصداقية الولايات المتحدة”، وبمثابة “إرسال رسائل خاطئة إلى العالم”.
ويقول الكاتب: “تكمن قوة الولايات المتحدة في صدق كلمتها، وتعد إشاراتها الواضحة من الأشياء المهمة لردع نزعة المغامرة وطمأنة الحلفاء أنه يمكن الاعتماد علينا”.
وفي وصف مؤلف الكتاب لأوباما، يقول: “إنه سلبي في بعض الأحيان، يتجنب خوض المعارك، ويلجأ إلى الشكوى، ويضيع الفرص المواتية، ويمنح خصومه الفرص لتشكيل معالم رئاسته”.