اقتصاد

أميركا قد تتفوق على السعودية كأكبر منتج للنفط

توقع محللون مختصون تفوق الولايات المتحدة الأميركية على السعودية لتصبح أكبر منتج للنفط السائل في العالم، في إشارة إلى ما يمكن أن تؤدي إليه طفرة إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما سيؤدي إلى إعادة تشكيل قطاع الطاقة.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، حيث استند التقرير إلى أنه خلال شهر يونيو، وكذلك خلال شهر أغسطس من هذا العام، كان إنتاج النفط والسوائل المرتبطة به، مثل الإيثان والبروبان، يسير بخطى متقاربة للغاية بين الولايات المتحدة والسعودية، بمعدل يبلغ نحو 11.5 مليون برميل في اليوم.
صعود غير مؤثر
وأوضحت الصحيفة أن السعودية أكدت أن صعود الولايات المتحدة لن يؤثر سلبا في دورها الحيوي في أسواق النفط. وتقول إن لديها القدرة على زيادة الإنتاج بمعدل 2.5 مليون برميل في اليوم إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك من أجل تحقيق التوازن بين العرض والطلب.
لكن حتى المسؤولين السعوديين لا ينفون أن صعود الولايات المتحدة لتصبح أكبر منتج للبترول في العالم – وتكتسب تقدماً أكثر حتى من ذلك إذا أُدخِلت أرقام الإنتاج من الوقود الحيوي، الذي يبلغ نحو مليون برميل في اليوم – هذا الصعوديلعب دوراً حيوياً في تثبيت الاستقرار في الأسواق.
وتراجعت أسعار الخام العالمية في السنتين السابقتين، رغم الاضطرابات في سوريا والعراق، والقتال الدائر في ليبيا، ونزاع روسيا مع أوكرانيا. بيد أنه في الآونة الأخيرة، سجل النفط الخام أدنى مستوى له منذ أكثر من سنتين. وخلال تلك الفترة، كان النمو في الإنتاج الأميركي بأكثر من 3.5 مليون برميل في اليوم مساوياً لكامل الزيادة في إمدادات العالم من النفط.
توقعات متباينة
وتتباين التوقعات لحجم الإنتاج الأميركي من الزيت الصخري من زيادة بواقع 7.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020- أي نحو ضعف الإنتاج المحلي الحالي الذي يبلغ 8.5 مليون برميل يوميا- إلى ارتفاع بواقع 1.5 مليون برميل يوميا، أي أقل من نصف ما ينتجه العراق حاليا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، سجل الإنتاج الأميركي معدل 8.87 مليون برميل في اليوم، ارتفاعاً من خمسه ملايين برميل في اليوم في عام 2008، وهو في سبيله إلى اختراق مستوى تسعة ملايين برميل قبل نهاية العام الحالي.
منافسة حامية
وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن تزيد الواردات ما نسبته 21 في المائة من استهلاك الوقود السائل في الولايات المتحدة، بعد أن كان 60 في المائة في عام 2005. في الوقت نفسه، أدى صعود الصين باعتبارها من البلدان المستوردة للنفط بمعدل أكبر من الولايات المتحدة، إلى زيادة اهتمامها في الشرق الأوسط، الذي ظهرت دلالاته في أول زيارة تقوم بها سفينة حربية صينية إلى إيران قبل أيام.
وأوضح التقرير أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة كان في شهر أغسطس لا يزال أقل من إنتاج السعودية، التي أنتجت 9.7 مليون برميل في اليوم، أو روسيا، التي أنتجت 10.1 مليون برميل في اليوم، بيد أن الزعامة الإجمالية للولايات المتحدة في مجال البترول تفسر بارتفاع إنتاجها من سوائل الغاز الطبيعي
وعلى ذلك، وفي ضوء الاتجاهات العامة الحالية، يمكن للولايات المتحدة أن تلحق بالسعودية وروسيا من حيث إنتاج الخام وحده بحلول نهاية العقد الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.