أفلام إيرانية تحصد أهم جوائز مهرجان بيروت
اكتسحت الأفلام الإيرانية الناطقة بالكردية والفارسية نصف جوائز الدورة الرابعة عشرة لمهرجان بيروت السينمائي الدولي، وتقدم فيلم “الشتاء الاخير” الناطق بالكردية للمخرج الايراني سالم صلواتي، حاصداً جائزتين إهداهما لمدينة عين العرب (كوباني) التي تقاوم منذ أسابيع تنظيم “داعش” شمال سوريا.
واختتم المهرجان الذي استمر تسعة أيام الخميس بعرض فيلم “الرجل المطلوب” للهولندي أنطون كوربيجن بحضور أحد ممثليه الإيراني هومايون أرشادي، الذي ألقى كلمة مقتضبة حيا فيها الممثل الأميركي الراحل فيليب سيمور هوفمان.
وأعلنت لجنة التحكيم فوز فيلم “الشتاء الأخير” بجائزتي “أفضل فيلم روائي شرق أوسطي طويل”، و”أفضل سيناريو”، وسلمت الجائزتان إلى المخرج صلواتي الذي قال بتأثر إنه يهديهما إلى مدينة كوباني.
وتشهد مدينة كوباني السورية الكردية على الحدود الشمالية مع تركيا، معارك عنيفة بين تنظيم “داعش” المتشدد ومقاتلين أكراد يستبسلون في الدفاع عن مدينتهم.
وتدور أحداث “الشتاء الأخير” في قرية نائية تركها أهلها نظراً لكونها تغرق تحت الماء تدريجياً.
ونال الإيراني علي أصغري جائزة “ألف” الذهبية لأفضل فيلم شرق أوسطي قصير، عن فيلمه “أكثر من ساعتين” الناطق بالفارسية. ويتناول الفيلم قصة فتاة تفقد عذريتها وتتعرض للنزف، فتروح تبحث مع صديقها عن مستشفى يعالجها، لكنها لا تتمكن من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لأنها غير متزوجة. وأهدى أصغري فوزه أيضاً إلى مدينة كوباني ونسائها.
وكذلك فعل المخرج الايراني توفيق أماني الذي فاز فيلمه “شقة النمل” الناطق بالكردية، بجائزة “ألف” الفضية في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة. ويروي الفيلم قصة عائلة من ثلاثة أفراد يعيشون في شقّة صغيرة في إحدى صحارى العراق بعد الحرب، ويحصل ذات يوم أمر غريب يغير حياتهم.
أما جائزة أفضل فيلم روائي وفق تصويت الجمهور فذهبت إلى فيلم “الرئيس” للمخرج الإيراني محسن مخملباف.
في حين أن المرتبة الثالثة في فئة الأفلام القصيرة، حصدها بالتساوي فيلمان هما “فراشات” الناطق بالكردية للإيراني عدنان زندي، و”المرآة” للفرنسية اللبنانية سيلين قطيش، اللذين نال كل منهما جائزة “ألف” برونزية.
ويتناول “فراشات”، ومدته ثلاث دقائق، والدة ترضع طفلها في الشارع، في حين تجسد قطيش في “المرآة” الناطق بالفرنسية، دورة حياة المرأة وتطورها في فصول أربعة، منذ ولادتها وحتى يوم وفاتها، ولكن من وجهة نظر.. مرآتها.
ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الروائية لفيلم “جيرافاضا” للمخرج الفرنسي الفلسطيني راني مصالحة.
و”جيرافاضا” مقتبس من حادثة حقيقية حين صدمت إحدى زرافتين في حديقة الحيوان في مدينة قلقيلية الفلسطينية رأسها في الحائط فزعا أثناء إحدى الغارات على المدينة الفلسطينية المحتلة عام 2002، مما أدى إلى نفوقها. ويتناول الفيلم قصة فتى تعلق عاطفياً بزرافتي الحديقة حيث يعمل والده الطبيب البيطري، فبات الوحيد القادر على التواصل معهما. ويناضل الطبيب مع ابنه وصحافية فرنسية من أجل جلب زرافة ذكر، لأن الأنثى امتنعت عن الأكل بعد نفوق رفيقها. في حين أن حديقة الحيوان الوحيدة التي تتوافر فيها زرافة ذكر موجودة في تل أبيب. ومن خلال رحلة تهريب الزرافة من تل أبيب إلى قلقيلية، يصور الفيلم الأوضاع في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ونال “شلاط تونس” جائزة “ألف” الذهبية لأفضل فيلم شرق أوسطي وثائقي، وحصلت مخرجته كوثر بن هنية على جائزة أفضل مخرج فيلم وثائقي. ويتناول “شلاط تونس” بمزيج من الأسلوبين الوثائقي والروائي قصة حقيقية تعود إلى العام 2003 عن مجهول كان يجوب شوارع تونس على دراجة نارية، ويشطب أرداف النساء بشفرة أو آلة حادة “عقابا” لهن على لباسهن “المغري”.
ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الشرق أوسطية الوثائقيّة لفيلم “سوريا من الداخل” للمخرج السوري تامر العوام، الذي قضى قبل أشهر في مدينة حلب، جراء المعارك الدائرة هناك، وقرر أصدقاؤه وشركاؤه في الفيلم العمل عليه بعد رحيله من جديد، ومنهم المخرج الألماني يان هيليغ.
والجدير ذكره أن المهرجان عرض ضمن برنامجه هذه السنة نحو 70 فيلماً واستضاف، رغم الظروف الأمنية والسياسية التي يشهدها لبنان والمنطقة، الممثلتين الفرنسيتين جولييت بينوش وجولي غاييه، إضافة إلى المخرجين الأرجنتيني الفرنسي سانتياغو اميغوريا، والبرازيلي مارسيلو غوميز، ونقاد سينمائيين من الولايات المتحدة الأمريكية، ونحو 35 سينمائياً من منطقة الشرق الأوسط.