کیسنجر: الشرق الأوسط امام حریق أعظم من حروب أوروبا الدینیة
حذر منظر السیاسة الامریکیة الیهودی هنری کیسینجر وزیر الخارجیة السابق و مستشار الامن القومی فی عهد الرئیس الاسبق ریتشارد نیکسون ، فی مقال نشرته صحیفة “صاندای تایمز” البریطانیة ، من إن الشرق الاوسط یواجه صراعات شبیهة بالحروب الدینیة فی اوروبا ابان القرن السابع عشر، لکنها اکثر اتساعاً .
جاء ذلک فی مقال نشرته “صاندای تایمز” تحت عنوان “حریق أعظم من حروب الدین فی اوروبا” لمقتطفات من کتاب النظام العالمی لکیسنجر خلال تحلیله للأوضاع فی العالم فی ظل المتغیرات المتسارعة فی منطقة الشرق الأوسط . ویرى کیسنجر أن النزاعات الداخلیة و الدولیة تقوی بعضها البعض ، و أن الصراعات السیاسیة والطائفیة والعشائریة والاقلیمیة و الایدیولجیة و المصالح القومیة تختلط بعضها البعض إذ أن الدین عاد “لیحمل السلاح” فی خدمة الاهداف السیاسیة على حد وصفه، ویجری استهداف المدنیین والقضاء علیهم بسبب انتمائهم .
ویشیر کیسنجر إلى أنه فی الحالات التی تتفکک فیها الدول و تنهار سلطتها فإنها تصبح ساحة للتنافس بین القوى المحیطة، والتی عادة ما تحافظ على قوتها وسطوتها دون مراعاة لکرامة الانسان . و یرى کیسنجر أنه فی عصر الارهاب الانتحاری وانتشار اسلحة الدمار الشامل، یجب النظر الى النزاع الطائفی الاقلیمی على انه تهدید للاستقرار العالمی وأن عدم تحقیق ذلک الاستقرار یهدد مناطق شاسعة بالفوضى وبانتشار التطرف إلى مناطق أخرى کالنار فی الهشیم .