أزمة صنعاء “تنعش” مطالب الانفصال بالجنوب
يسعى الجنوبيون في اليمن إلى استغلال “هشاشة الدولة” و”الفراغ الحكومي” والاضطرابات التي تشهدها العاصمة صنعاء، من أجل استعادة دولتهم السابقة وإعادة الوضع إلى ما قبل عام 1990.
ودعت فصائل الحراك الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني في مدن الجنوب إلى الزحف نحو مدينة عدن التي كانت عاصمة دولتهم السابقة قبل 1990، للمشاركة في إحياء الذكرى الـ51 لثورة 14 من أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني، في مليونية أطلق عليها “الحسم” لتقرير مصير ومستقبل الجنوب، والتي من المقرر أن تقام الثلاثاء في ساحة العروض في خور مكسر، بحسب ناشطين في عدن.
ويأتي ذلك وسط تأييد تعاظم بسبب الأحداث الأخيرة في صنعاء، حيث سيطرت ميليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء بعد قتال مع قوات موالية للجيش وسط انقسام حاد بشأن تشكيل حكومة جديدة بناء على اتفاق لإنهاء الأزمة.
الجنوب قادم
وقال أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، فؤاد راشد، إن مليونية 14 أكتوبر في عدن تكتسب أهمية بالغة عقب الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها صنعاء مؤخرا، وأدت بطبيعة الحال وحتمية المآل إلى حراك جديد في خريطة المواقف الاقليمية والدولية تجاه قضية الجنوب.
وكشف راشد عن “اهتمام دولي بهذه المليونية الوطنية الجنوبية والتي سيشهدها ويراقبها مسؤولون في الأمم المتحدة”، على حد قوله.
وأضاف: “إن الفترة الفاصلة من 14 أكتوبر وحتى 30 نوفمبر ستشهد منعطفا كبيرا في القضية الجنوبية وستنتقل عبر الإرادة الشعبية إلى مربع النصر”.
وأوضح أن مشاروات مكثفة تجري بين مكونات الحراك الجنوبي، المتمسكة بمبدأ فك الارتباط، منها المجلس الأعلى للحراك، ومؤتمر شعب الجنوب لإشهار المجلس الوطني الجنوبي الذي يلتحم في قيادة جنوبية واحدة، وهو ما يتطلع إليه أبناء الجنوب جميعا.
ويضع الكيان المزمع الإعلان عنه في الأيام القليلة المقبلة نصب عينه هدف استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، بحسب راشد.
ودعا القيادي في الحراك الجنوبي جميع شرائح المجتمع الجنوبي بما فيهم المنضوين في الأحزاب للمشاركة في الفعالية، كما دعا أيضا من يعملون مع ما وصفه بـ “نظام الاحتلال” الانضمام للحراك ومغادرة صنعاء والعودة إلى عدن كون الجنوب وطنهم ومستقبلهم، على حد تعبيره.
دعوة لدول الخليج
من جانبه قال رئيس اللجنة الإعلامية لمليونية 14 أكتوبر ردفان الدبيس في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية ” إن شعب الجنوب سيحدد من خلال المليونية موقفه من الصراع الذي يجري في ” الجمهورية العربية اليمنية”، مشيرا إلى أن “الدعم الدولي الذي حظى به الشمال خصوصا فيما يسمى مؤتمر الحوار الوطني الشامل كان أكذوبة، بدليل ما يحدث حاليا في صنعاء”.
و قال الدبيس :” نحن أمامنا فرصة سانحة وتاريخية في استعادة دولتنا وعلى كافة شرائح المجتمع الجنوبي أن تدرك ذلك”.
وأوضح أن بعض الجنوبيين الذين شاركوا في مؤتمر الحوار توصلوا لقناعة مفادها تأييد الانفصال، خاصة بعد ما شهدته العاصمة صنعاء من اضطرابات.
وقال إن الحراك تلقى اتصالات من مسؤولين جنوبيين يعملون في الحكومة، منهم وزراء، يؤيدون فك الارتباط واعادة الوضع إلى ما قبل 1990.
ودعا الدبيس دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية إلى الوقوف مع شعب الجنوب في “تحرير واستعادة دولته”.
ويبدي محللون سياسيون مخاوفهم من انزلاق الجنوب إلى العنف كما يحدث في العاصمة صنعاء رغم تطمينات بعث بها المسؤولون الأمنيون والعسكريون في عدن للجهة المنظمة للتظاهر بعدم منعهم أو اعتراضهم في المظاهرات.
عقاب للحوثيين؟
من جانبه استبعد المحلل السياسي اليمني حسين حنشي نجاح الجنوبيين في استغلال فرصة الصراع في صنعاء لتحقيق هدفهم في فك الارتباط عن الشمال.
وقال حنشي لـ”سكاي نيوز عربية” إن “الحراك الجنوبي قطعا سيفشل في استغلال الأمر كون مكونات الحراك أدوات مستقطبة إقليميا في الغالب، كما أن تعدد المشاريع والخلافات التاريخية سيكون لها دور في عدم الاستفادة من الوضع”، بحسب رأيه.
ومن جهة أخرى، يرى حنشي أن وجود تأييد من بعض رجال الرئيس عبد ربه منصور هادي للفعاليات الجنوبية هدفه معاقبة الحوثيين الذين سيخسرون شعبيا إذا ظهروا كسبب يهدد وحدة اليمن.
ويرى مراقبون أن الخطاب الأخير لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الذي حذر فيه من مؤامرات تحاك ضد الجنوب وشكك في الفعاليات الشعبية التي ستخرج ضمن مليونية 14 أكتوبر، يأتي في سياق سعي الحوثيين لحكم اليمن كدولة واحدة، خاصة أن الجنوب المليء بالثروات يشكل ثلثي مساحة البلاد.