مقالات

المعلم.. أولاً وأخيراً

كان لابد من الشكوى عند الناظر على مدرس اللغة العربية ذاك الذي أشك في قدرته على تدريس تلك اللغة، دع عنك ان يكون حاصلا على شهادتها من الأساس، وأتوقع ان الناظر قد قام باللازم بعد ان أبلغته بالأمر، فقد بدا شديد الاهتمام بالموضوع، وقال إنه سيحقق فيه في الحال.ذلك المدرس، ولمدة أسبوع من بداية العام الدراسي،

لم يكن يعمل شيئا أكثر من ترك تلميذين ثلاثة يقرؤون جزءا من الدرس، ثم يقوم هو بكتابة جزء من التمارين على السبورة طالبا من التلاميذ نقلها في دفاترهم، على الرغم من عدم الحاجة لذلك، لأنها موجودة في كتابهم، وكتابة الحلول على الكتاب أسهل وأوضح وأوفر في الوقت، بالاضافة إلى أنه يمنح المعلم فرصة يمكن استغلالها لتدريس مهارات اللغة، ولكن المدرس لا يأبه بذلك،

فيستمر في طريقته السخيفة، وفي النهاية يدق الجرس بدون أن يشرح من الدرس شيئاً، وباي باي مع السلامة، ونقوم نحن في البيت بتدريس أبنائنا، وحل التمارين معهم، ليكتب هو عليها في الغد (نظر).هذا التصرف من ذلك المدرس يدفعنا لطرح سؤال مهم: هل توجد معايير عند وزارة التربية تعتمد عليها لجانها الطائرة في اختيار المدرسين في الخارج؟

وهل تنفع تلك المعايير في اختيار مدرسين ومدرسات أكفاء لمدارسنا كما نحب ونتمنى؟ نطرح هذا السؤال لأننا نشك في وجود معايير تضمن جودة عالية للتعليم بدليل ذلك الاعلان الذي طلبت فيه الوزارة مدرسين عربا بلا خبرة، متجاهلة خطورة ذلك على التعليم.ان تعيين معلّمين لأبنائنا لا يمتلكون خبرة، في نفس الوقت الذي يتم فيه الاستغناء عن المدرسين والمدرسات الكويتيين من ذوي الخبرة تطبيقا لقانون لا يجب ان يطبق على جميع الوظائف، أمر غير منطقي، ولا يدخل العقل، وحقيقة لا نعلم ما هو الضير في تركهم يمارسون مهنتهم وهم الكويتيون،

كما تفعل الحكومة مع من بلغوا سن المعاش بل وتخطوه من الوافدين، ومع ذلك ما زالوا في وظائفهم يعملون؟ حقيقة لا نستطيع ان نفهم المنطق في تخلّص الوزارة من أهل الخبرة والكفاءة من الكويتيين وهم الأكثر حرصا على أبنائنا، وفي نفس الوقت تعيّن معلمين على باب الكريم بدلا منهم، يتدربون في عيالنا ما شاءت لهم الأقدار، وبعد الظهر يبحثون عن الدروس الخصوصية لمزيد من الاستفادة المادية، على الرغم من ان تلك الدروس تأخذ من وقتهم وجهدهم وأعصابهم ما يجعلهم يفقدون النشاط والحماس في التدريس الصباحي، دع عنك التحضير له، والالتزام فيه. عموما، كنا ولانزال نحلم بتعليم لأبنائنا لا يقل جودة عن التعليم في الدول المتقدمة، وبمعلمين متميزين يعشقون مهنتهم، ويبدعون فيها، ومن الآن وإلى أن يأتي ذاك اليوم، الله يعينا!

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.