مقالات

تركيا تدعم «داعش» فكيف تحاربها؟!

باسل الجاسر

وأخيرا، وبعد عناء مملوء بالضغط والرجاء أقنعت أميركا أوباما تركيا أردوغان بالانضمام للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بعد تمنع وشروط لها أول وليس لها آخر في فصل ساخر من مسرحية حرب أميركا على داعش وأخواتها والتي لا يصدقها عقل، فتركيا اليوم هي الحليف الاستراتيجي لداعش وكل الفصائل الإرهابية فهي ممرهم الآمن للدخول والخروج من العراق وسورية بل انه وأثناء حصار داعش لكوباني كانت الحدود التركية المكان الوحيد الذي تمكنت قوات داعش التسلل منه لكوباني رغم احتشاد الجيش التركي الذي منع وبكل صرامة دخول الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية للمحاصرين فيها، ناهيك عن المقاتلين الأكراد الذين أرادوا الانضمام لمساعدة إخوانهم وأهلهم الذين يتعرضون لحرب إبادة داعشية.

ورغم هذا الدعم لداعش بشرتنا أميركا بخبر قبول تركيا تدريب قوى الجيش الحر «المعتدلة» واجزم بأنها لن تدرب إلا فصيلا واحدا هو الفصيل التابع لحركة الإخوان المسلمين الإرهابية أعدته ودعمته ليكون الفصيل الأقوى على الأرض السورية تمهيدا للمطالبة بالانضمام لتركيا في حال سقوط النظام السوري، أي ستقوم تركيا بتدريب جيش إخواني وبتمويل عربي لخدمة أطماعها التوسعية وشوق أردوغان للسلطنة.

وهذا ليس كل أهداف تركيا الإخوانية وإنما لها العديد من الأهداف الأخرى منها إبادة فصيلين تناصبهما العداء وتتوجس منهما تفكيك تركيا وهما أكراد سورية الذين يحكمون إقليمهم ذاتيا وأكراد تركيا ونزعتهم الانفصالية، ولا ادل على ذلك من ممارسات تركيا الداعمة لداعش في حربه على كوباني التي حاصرتها لأكثر من 3 أسابيع ولم يدخلوها إلا من الجانب التركي الذي خلا من تحصينات المدافعين عنها فطعنتهم تركيا من الظهر.. كما انها غضت النظر عن قذائف داعش التي أوقعت العديد من الضحايا على الأراضي التركية رغم أنها وعندما سقطت قذيفتان اطلقهما النظام السوري بالخطأ ووقعتا بالعراء ولم يسقط ضحايا انتفضت الحكومة التركية فكان رد جيشها عنيفا ودمويا جدا، بحجة حرمة التراب التركي الذي رخص ورخصت معه دماء الرعايا الأتراك لأجل عيون داعش.

ومن هذه الصور لدعم داعش علنيا أدعو الأشقاء في السعودية والإمارات والأردن وكل العرب الشرفاء الى الانتباه وتوخي الحيطة والحذر من أميركا أوباما الذي اهم مستشاريه إخواني، وتركيا أردوغان المنتمي للإخوان والذي خرج عن إطار الأعراف الديبلوماسية في خطاباته تجاه مصر ورئيسها الذي انقذ الله به مصر وشعبها من الغزو الإخواني، وإعادة تقييم الموقف من هذا التحالف المشبوه، ثم كيف ستسخر طاقات العرب وإمكانياتهم لتحقيق أهداف تركيا الخبيثة في القضاء على خصومها الأكراد وتولية من سيحقق أهدافها التوسعية، والأهم من كل هذا كيف ستحارب تركيا داعش وهي تشاركها في حصار كوباني وهي ممرهم الآمن وبشكل علني فهل من مدكر؟

baselaljaser@hotmail.com

baselaljaser@

“الانباء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.