تركيا.. كوباني السورية تزعزع السلام مع الأكراد
يظهر في ديار بكر الكثير من علامات العنف الذي اجتاحها الأسبوع الماضي، إثر تظاهر العديد من الأكراد تضامناً مع كوباني السورية، واحتجاجاً على سياسة الحكومة التركية تجاهها. إلا أن الأصعب على ما يبدو بات العثور على علامات للتفاؤل بشأن عملية سلام هشة مع المقاتلين الأكراد.
إذ توجد مخاوف جدية من أن يقوض مصير مدينة كوباني الحدودية في سوريا المجاورة جهود الحكومة التركية لإنهاء تمرد كردي مستمر منذ ثلاثة عقود، ما يعيد تركيا مجدداً إلى صراع أودى بحياة 40 ألف شخص.
فمصير كوباني التي يغلب عليها الأكراد ويهاجمها مقاتلو تنظيم داعش المتطرف منذ حوالي شهر، تحت سمع وبصر القوات التركية التي تتابع الوضع عبر الحدود، أثار غضب كثيرين من أكراد تركيا البالغ عددهم 15 مليون نسمة.
وفي الأسبوع الماضي قتل 35 شخصاً على الأقل، حين شاب العنف احتجاجات كردية للتضامن مع كوباني وكانت ديار بكر في بؤرة إراقة الدماء.
وفي هذا السياق، يلوح الأكراد بامكانية أن يخرج الغضب من عدم تدخل أنقرة عن السيطرة، رغم جهود الحكومة أو زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان لمواصلة محادثات السلام بهدف إنهاء التمرد. وقبل أيام كانت شوارع بجلار مليئة بالغاز المسيل للدموع مع اشتباك الشرطة مع المحتجين. وتحول الحي إلى منطقة محظورة على قوات الأمن لوقت قصير. ونشرت العربات المدرعة لقمع الاضطرابات.
غضب لا مثيل له
إلى ذلك، قال ضابط شرطة لـ”رويترز” إنه لم يشهد مثيلاً لغضب المحتجين على مدى 20 عاماً من عمله في المنطقة. وأضاف “يهاجمون كأنما ليس لديهم ما يخسرونه. يبدو أن هناك كمية هائلة من الكراهية والغضب.” وتابع “إنهم ينهبون… يحرقون ويكسرون ويدمرون. الدولة وكل ما يمثل الدولة يبدو عدوهم”.
وتمثل الاضطرابات لطمة خطيرة للرئيس رجب طيب أردوغان الذي استثمر جهداً كبيراً في إصلاح علاقات تركيا مع الأكراد في البلاد.
واستهدفت عقود من الاضطهاد من حكومات قومية في أنقرة قمع الثقافة الكردية مما تسبب في رد فعل عنيف من المقاتلين الأكراد وأوجد جروحاً عرقية عميقة داخل تركيا تعهد أردوغان بمداواتها.ودفع أردوغان بإصلاحات ثقافية وألغى قوانين تحظر اللغة الكردية في تركيا.
لكن عدم تدخل أنقرة عسكريا أو سماحها بإرسال أسلحة إلى المدافعين عن كوباني تسبب في انعدام الثقة وأشعل الشائعات عن أن
تركيا تدعم سراً تنظيم داعش.