مقالات

لا حول الله

«حكومة التسيُّب واللامسؤولية»

هكذا، وصف الفاضل د. المقاطع الحكومة الكويتية بانها حكومة التسيب واللامسؤولية لأسباب ذكرها في مقاله الأخير.. وأنا انضم معه وأضيف إلى ألمه ألماً أكبر.

ليست حكومتنا فقط بل مجلسنا أفظع في حالة التسيب واللامسؤولية.

نقلت صحفنا عن نواب انتفضوا فور سماعهم ما أعلنت الحكومة من نوايا وتحركات لتقليل بعض الدعم الحكومي على بعض السلع، كل منهم نافس صاحبه في الدفاع عن المواطن الذي انتخبه وعن مصالحه.

شخصياً، لا اشك في هذا الحب أبدا، ولكنه سيكون أعظم لو امتزج مع حب الوطن وسعة الأفق، والنظر إلى مستقبل هذا الوطن بشيء من الواقعية، والبعد عن الشعارات التي لا همّ لها سوى دغدغة مشاعر المواطن البسيط فقط.

ان مصلحة المواطن ترتبط بشكل أساسي وقوي بمصلحة وطنه، وحتى يستمر أي دعم للمواطن البسيط لا بد من ضمان هذه الاستمرارية.

فمثلا، تكلفة الكهرباء على الحكومة تزيد على 30 فلسا بكثير، والمواطن لا يدفع سوى فلسين، إلى متى سيستمر ذلك، وأي إحساس بقيمة نعمة الكهرباء سيستمر بداخلنا!

مفهوم ترشيد استهلاك الماء والكهرباء معطوب عندنا، ما لم يمس جيب المواطن، فمهما أرشدنا ومهما حذرنا لن ننجح، طالما الفاتورة لا تزيد قيمتها على وجبة غداء بسيط في احد المطاعم.

التوصية بتقليل الدعم عن بعض الاستهلاكات الأساسية في الكويت ليس موضوع بضعة فلوس فقط، لا، انه أكبر من ذلك بكثير، انه موضوع الشعور بقيمة خدمات لم نعد نعي أهميتها ولا أهمية استمرارها.

حتى تعالج العجز في ميزانيات الدول، اولى التوصيات من الجهات الدولية المتخصصة تكون برفع الدعم جزئيا عن بعض السلع الاستهلاكية، والضرائب بأنواعها.

لذلك، نحتاج إلى نواب يتصدون لهذا النوع من دغدغة المشاعر، ويتحملون كل الهجمات التي قد يتعرضون لها بسبب قصر النظر، سواء عند بعض المواطنين أو النواب.

احد النواب اقترح أن يكون المقيمون هم من يرفع الدعم عنهم، وأرد عليه أن مثل هذه الحلول لا تصدر سوى ممن لا يتحلى بالإنسانية وممن لا يملك ثقافة الحلول العلمية المبنية على الدراسات الواقعية التي تفيد ولا تضر اليوم وغدا.

المقيم جاء إلى وطنك حتى يعمل ويعيش، فلا ينبغي أن تستخدمه كأداة تسقط عليها فشلك في حل المعضلات بشكل منطقي بعيد كل البعد عن التفرقة بين من يعيش على هذه الارض، لمجرد انك لا تريد ان تخسر حتى قواعدك الانتخابية!

اقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

المصدر”القبس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.