مقالات

أميركا عميل مزدوج لداعش

باسل الجاسر

المتابع لتصريحات المسؤولين الأميركيين يجد العجب العجاب فهم يركزون دائما على أن الحرب على داعش والإرهاب ستأخذ وقتا طويلا في كل تصريح يتعلق بهذه الحرب وهو ما لا يقل عن ثلاث سنوات، وكان هذا أمرا مفهوما ومنطقيا كون الإرهابيين في حال تم قصفهم فإنهم سيلوذون بين المدنيين ويذوبون بينهم، ولكن أن تبدأ الحملة الجوية وخلال 3 أسابيع يعلن الپنتاغون تنفيذ 2000 طلعة بالطيران والصواريخ وبعدها دخلت حوامات الاباتشي لمسرح العمليات، ومع ذلك داعش يزداد توسعها وتمددها وتفتح جبهات جديدة في العراق وسورية وهم لا يملكون أي غطاء جوي، فهنا تكون المسألة بحاجة لتوضيح وتثير علامات الاستفهام وتثير الريبة، علما بأن أي هجوم أو جبهة تفتحها داعش تتطلب على الأقل ألف مقاتل وعددا لا يقل عن 50 ناقلة أفراد بالإضافة لعدد من الدبابات والمدرعات والمدفعية الثقيلة فكيف يتحرك رتل كهذا ويحاصر ومن ثم يقصف وهو مكشوف من السماء وفي جغرافيا منبسطة فلا أدغال ولا جبال والسماء مغطاة بالكامل بالأقمار الصناعية الأميركية ولا تخلو من المراقبة بطائرات من دون طيار.

لقد توقعت واعتقد هذا ما توقعه الجميع انه بمجرد بدء الحملة الجوية ستذوب التنظيمات الإرهابية في حواضنها وتقوم بعمليات صغيرة هنا وهناك كما هو حال طالبان في أفغانستان، وهذا ما سيطيل عمر الحرب إما أن تبدأ الحملة وأثناءها تتساقط أمامها المدن وآخرها هيت وقاعدة الجيش العراقي فيها وتلتفت أنظار داعش إلى قاعدة عين الأسد وهي اكبر قاعدة عسكرية للجيش العراقي فهذا غريب وعجيب؟

لقد شاهدت فيديو لغارة قام بها الطيران الملكي البريطاني حدثت بعد إعدام داعش لرهينة البريطاني وكانت بالليل تمت فيها ابادة رتل عسكري داعشي ولم يفلت منهم احد حتى عندما يهربون من الناقلات والسيارات يتم اقتناصهم وكل هذا خلال خمس دقائق فقط.. ويبدو ان مثله حدث للدواعش عندما اقتربوا من مطار بغداد، حيث يوجد فيه أو قربه قاعدة أميركية فتم سحقهم ولاذوا بالفرار؟

ومن قراءة هذه المعطيات يتضح ان أميركا لم تقم بأي غارات على داعش بهدف تدميرها وتريد السيطرة عليها لذا قامت أميركا بتوجيه (فهي لديها القيادة والتنسيق والتوجيه) طائرات التحالف لبعض المقرات المخلاة من قبل داعش، بالإضافة لمواقع أعداء داعش من جبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها من فصائل الإرهاب فتحققت أريحية لم تحلم بها داعش بل وجلبت لها المزيد من الإرهابيين الذين دمرت أميركا تنظيماتهم فلم يجدوا أمامهم إلا داعش فانضموا إليها، واجزم بأن داعش لم تتعرض لضربات جدية اللهم إلا بعض الضربات التي طلبها بإلحاح الطيران السعودي والإماراتي حول كوباني بالإضافة لضربات قليلة من الطيران البريطاني والفرنسي فهما لا يخضعان للقيادة الأميركية.

وعليه فإنني أرجو وأتمنى على الأحبة في السعودية والإمارات وكل قوى التحالف لمحاربة الإرهاب بصدق ان تنزع قيادة التحالف من أميركا ولتستعين ببريطانيا بل وحتى روسيا لتكوين قاعدة أو بنك أهداف يتم تحديدها بعيدا عن أميركا التي لديها أهداف أخرى وغايات خبيثة تختلف وتتضارب مع الأهداف والأسس التي قام التحالف من أجلها.. فهل من مدكر؟

“الانباء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.