خبراء يُرجحون حدوث انقسامات بصفوف داعش
رجَّح خبراء ومتخصصون في شؤون الحركات الإسلامية المختلفة، حدوث انشقاقات في صفوف تنظيم الدولة اللا-إسلامية “داعش”، خلال المرحلة المقبلة، على غرار الانقسامات التي شهدها تنظيم القاعدة، مؤكدين على كون تلك الجماعات الإرهابية الجهادية عادة ما تنقسم، وتدفع الخلافات الإيديولوجية عناصرها إلى تشكيل جبهات مختلفة، تحارب بعضها البعض.
ولفت الخبراء إلى أن “داعش” كان جزءاً من تنظيم القاعدة، ثم انشق عن التنظيم، ومن المرجح كذلك أن يخرج منشقين عن داعش، ليعلنوا عن ميلاد تنظيم آخر ينافس كل التنظيمات الجهادية، لافتين إلى أن ذلك الأمر يعد نهجاً واضحاً لدى تلك الجماعات.
ومن جانبه، أكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية طارق أبو السعد، في تصريح خاص لـ 24، أن عوامل الانشقاق داخل التنظيمات المسلحة أكبر منه في التنظيمات الفكرية أو المدنية، وذلك لأن عنصر القوة هو الذي يتحكم في الفرد، وبمجرد أن يشتد أحد الأفراد عسكرياً، ويصبح له عدد لا بأس به من الأنصار، حتى يبدأ في الانشقاق وتكوين تنظيم خاص به، مؤكداً أنه “بالنظر في تاريخ الحركات المنبثقة من القاعدة سنجد أنه أن هذا السيناريو متكرر”.
وبالحديث عن احتمالية حدوث انشقاقات داخل تنظيم داعش، أكد أبو السعد، أنه أمر وارد جداً ومتوقع وإن كان مستبعداً حالياً، لاسيما أن التنظيم الآن له هدف واحد، لكن بمجرد أن يتم قيام دولة داعش بالفعل واستقرارها سيحدث الانشقاق لا محالة بين تيار يرغب في استكمال حالة العنف والرعب التي يثيرها داعش في النفوس بالذبح والقتل، وبين تيار مؤيد استقرار الدولة.
وبدوره، أكد الباحث البارز في شؤون الحركات الإسلامية الكاتب الصحفي ماهر فرغلي، في تصريحات خاصة لـ 24، أن طبيعة تلك الجماعات هي “الانشطار”، والتفكك، ما يعني أن حدوث سيناريو الانشقاقات وارد جداً، وهو ما تكرر فيما قبل وشهده تنظيم القاعدة.
وأوضح أن التنظيمات الجهادية والإرهابية المختلفة لدى عناصرها دائماً خلافات فكرية وإيديولوجية، تدفعهم بصورة مباشرة للانشقاق والتفكك، بل ومحاربة بعضهم البعض، خاصة في ظل تعاملهم بمنطق القوة والسلاح.