الخطيب: مخطط كبير يدبر للمنطقة.. وكلنا مهددون
هاجم رئيس الائتلاف السوري المعارض السابق معاذ الخطيب، الائتلاف والقائمين عليه حاليا، واصفا رئيسه الحالي أحمد الجربا بصاحب اليد النظيفة العامل وسط اللصوص.
جاء هذا في ندوة أقامتها جريدة “الشرق” مساء اليوم الأحد، حضرها سفير الائتلاف في الدوحة نزار الحراكي، وأدارها رئيس التحرير الزميل جابر الحرمي، قال خلالها ” ان الائتلاف ونتيجة ضيق الافق والعقم السياسي، الذي يعاني منه أعضاؤه مدعو للتقاعد والانصراف، وهذا سيكون أفضل له”.
وأوضح الخطيب ان السياسة غائبة عن الائتلاف، كما ان هناك فجوة بين العمل السياسي الذي يقوم به، والعمل الميداني الذي تقوم به المعارضة على الأرض، ما يجعل المعارضة السورية تسير بلا نور، وتمشي في العتمة.
وأكد ضرورة خط طريق سياسي للمعارضة السورية، يسير بموازاة العمل الميداني العسكري، في ثورة تطفئ شمعتها الرابعة، محصت خلالها المعارضة تمحيصا، لافتا إلى أن بديل الائتلاف يجب ان يكون من الجسم الثوري في الداخل السوري.
وكشف الخطيب عن معلومات دولية قال انها وصلته- لا استقراءات أو مؤشرات- تؤكد أن الحل في سوريا ليس عسكريا، وأن ما يخطط له اكبر من ذلك، وأن مخططا كبيرا يوضع للمنطقة للقضاء عليها.
وأردف قائلا : “وتخيلوا لو أن تركيا تورطت والخليج تورط وايران تورطت في حرب، فأكبر قوة اقتصادية، وأكبر قوة مالية، وأكبر قوة عسكرية، تدخل في حرب طاحنة، ما يعني ان المنطقة كلها مهددة”.
وردا على سؤال حول ماهية تلك المخططات، أجاب، بانه لا يعرف ماهيتها، لكن المنطقة مقبلة على واقع جديد، لا يعرف فيه اكثر من إقامة مصالح الدول العاملة في المشهد السوري.
واكد الخطيب ان التحالف الدولي، وعلى رأسه اميركا، يسعى لتوريط تركيا في الحرب على داعش، لافتا إلى أن الوضع في تركيا لا يحتمل المشاركة في أي حروب، لان ذلك سيكلفها كثيرا، ما يجعل “الاخوة في تركيا بموقف حرج للغاية”، متمنيا ان يخرجوا منه سالمين.
ووجه الخطيب شكره لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا ان الائتلاف لولاهما ممثلين بدولتيهما لما تمكن من الصمود، وذات الأمر ينطبق على الثورة السورية برمتها.
وأشار الخطيب إلى ان الخاسر منذ بداية الثورة السورية، وحتى بعد دخول التحالف الحرب على سوريا، تحت مسمى الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية، المعروف بداعش هو الشعب السوري.
“داعش” في قلب المشهد
الخطيب، تعرض خلال الندوة لتنظيم داعش، معتبر إياه ” صنيعة إيرانية، حيث استطاعت هذه الدولة الوصول إليه بعد ان تكونت بذرته في الداخل السوري”، على انه اعاد التاكيد على ان الفكرة التي ينطلق منها داعش، مختبئة في “داخلنا جميعا”، وهي فكرة التناحر والصراع المذهبي، والديني.
وتحدث الخطيب والحراكي، بان إيران مفتاح الحل ومفتاح المشكلة، وهي من ضحكت في يوم على الجميع بما فيهم أميركا.
وردا على سؤال، حول ما إذا كانت المعارضة السورية أخطأت عندما سمحت للمقاتلين القادمين من الخارج بالانخراط في صفوفها، أكد الخطيب أن البداية لم تكن كما هو حاصل الآن، حيث ان جميع المنخرطين في المشهد السوري يضعون مصالحهم، وخطوطهم الحمر اولا، ولا يأبهون بإيجاد نهاية لمعاناة الشعب السوري.
وأجاب الحراكي عن ذات السؤال، بتأكيده على ان الكثير من المقاتلين قدموا إلى الشام لما ورد في الاحاديث النبوية عن فضلها وفضل القتال فيها، لكن من تلقفهم بالمحصلة هم التنظيمات المتشددة.
الحراكي، في بداية كلامه قال أنه لامس تنظيم “داعش” عن قرب، مميطا اللثام عن ان هذا التنظيم، الذي شكلت نواته من متشددي القاعدة الذين كانوا في السجون العراقية وغيرها من السجون والمواقع، وجمعوا بشكل مرتب، بحوزته أحدث انواع الأسلحة، والسيارات الحاملة لمضادات الطائرات، والأسلحة الثقيلة، والسيارات الأميركية العسكرية المتطورة.
ولفت الحراكي، إلى أن ما يثير التساؤلات في قصة داعش، هو مصادر التدريب والتمويل، حيث ان التنظيم في بداياته كان يذهب للمعارضة السورية والجماعات التي تسيطر على بعض المناطق ويعرض عليهم المال مقابل تسليم المناطق التي يسيطرون عليها، واذا ما وافقت فإن الذبح سيكون لهم.
وبين انه التقى سرا بأعضاء من المقاومة العراقية، قبيل ظهور “داعش” والتنظيمات المتشددة، وفي ذلك اللقاء، حذر الحاضرون، الحراكي من حدوث ما يحصل الآن في سوريا، التي انطلق منها سايكس وبيكو جديد.
واستهجن الحراكي، سقوط مجاميع الجيش العراقي الذي كلف تشكيله 20 مليار دولار، امام بعض الدواعش في مناطق الموصل، معربا عن استغرابه من عدم مهاجمة تنظيم الدولة المناطق الشيعية، واكتفائه بمهاجمة المناطق السنية والمناطق المحاذية لتركيا.
وفي ختام الندوة ، أجمل الخطيب، الموقف بان القضية السورية تسير إلى المجهول حاليا، وأنه بدون موقف سياسي واضح، لن تنهى مأساة شعب يرى بان لا تراجع عن الحرية أصلا، بيد ان المشهد معقد للغاية ويزداد تعقيدا، والدول المنخرطة في القضية السورية، وصلت إلى ما يعرف بـ”الثقب الأسود” في تعاملها مع المشهد.
يمكنكم مطالعة تفاصيل الندوة كاملة في جريدة “الشرق”.