اقتصاد

السعودية تخفض صادرات النفط في سبتمبر برغم زيادة الإنتاج

قال مصدر بصناعة النفط يوم الخميس إن إمدادات النفط السعودية للسوق تراجعت في سبتمبر/أيلول مقارنة مع الشهر السابق في وقت يدعو فيه بعض أعضاء منظمة أوبك المملكة أكبر مصدر للخام في العالم لخفض الانتاج من أجل رفع الأسعار.

وبفعل هذه الأنباء، قفزت أسعار العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت ما يصل إلى دولارين في البرميل يوم الخميس. وقال سماسرة إن الأسعار لاقت أيضا دعما من بيانات اقتصادية قوية من منطقة اليورو وإحصاءات إنتاج الصناعات التحويلية في الصين. ونما نشاط المصانع في منطقة اليورو أسرع كثيرا من توقعات المحللين في أكتوبر تشرين الأول بحسب ما أظهرته قراءة مؤشر مديري المشتريات يوم الخميس عند 52.2.

وتسارع نمو أنشطة الصناعات التحويلية في الصين لأعلى مستوى له في ثلاثة أشهر في أكتوبر/تشرين الأول إذ ارتفع مؤشر اتش.اس.بي.سي/ماركت لمديري المشتريات إلى 50.4 من 50.2 في سبتمبر/أيلول. وارتفع سعر عقود خام برنت لتسليم ديسمبر كانون الأول 1.45 دولار أو 1.7% إلى 86.16 دولار للبرميل بحلول الساعة 1552 بتوقيت جرينتش وفي وقت سابق من التعاملات قفز برنت 2.12 دولار إلى 86.92 دولار. وقفز سعر عقود النفط الخام الأمريكي الخفيف لأقرب استحقاق 1.33 دولار أو نحو 1.7% إلى 81.86 دولار للبرميل.

وقال المصدر إن إمدادات المملكة انخفضت حوالي 328 ألف برميل يوميا إلى 9.36 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول من 9.688 مليون برميل يوميا في أغسطس/آب.

وقد تختلف الكمية المطروحة في السوق – سواء محليا أو للتصدير – عن حجم الإنتاج بناء على الحركة من وإلى المخزونات.

ولم يقدم المصدر سببا لانخفاض الإمدادات في سبتمبر ايلول. لكن محللين يقولون إن السعودية تستهلك كميات أقل من الخام لتوليد الكهرباء مع تحسن الطقس الأمر الذي قد يوفر المزيد من النفط للتصدير في الشهور المقبلة.

واستهلكت السعودية 769 ألف برميل من النفط يوميا في أغسطس آب لتوليد الكهرباء انخفاضا من 899 ألفا في يوليو/تموز وفقا لبيانات رسمية صدرت هذا الأسبوع، وربما كان الانخفاض في امدادات الخام في سبتمبر أيلول وسيلة للتعويض عن الكميات الإضافية التي سحبت من المخزون في أغسطس اب عندما كانت امدادات المعروض السعودية أكبر من انتاجها.

وبلغ الانتاج في سبتمبر/أيلول 9.70 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 9.597 مليون برميل يوميا في أغسطس آب.

وقال بيارن شيلدروب كبير محللي السلع الأولية لدى إس.إي.بي في أوسلو “لا أفسر هذا باعتباره تحركا لتقليص (الامدادات) بالسوق. هذا لن يكون له معنى قبل اجتماع أوبك”، وأضاف “لا تريد السعودية القيام بأي تخفيضات ملموسة من تلقاء نفسها.”

ويريد عدد قليل من أعضاء أوبك أن تخفض المملكة صاحبة أقوى نفوذ في أوبك الانتاج لدعم أسعار الخام وهي سياسة باءت بالفشل عندما تبنتها الرياض في الثمانينات ولا ترغب في انتهاجها مجددا الآن، ودول الخليج العربية أعضاء أوبك قادرة على تحمل انخفاض الأسعار. وأشار مسؤولون سعوديون في تصريحات خاصة إلى أن المملكة قادرة على تحمل أسعار دون 90 دولارا للبرميل وتخفض أسعار الخام لعملاء آسيويين للحفاظ على حصتها بالسوق.

وأشارت مصادر إلى أن الرياض غير مستعدة لتحمل أي تخفيضات في الانتاج بشكل منفرد وأن أي تخفيضات يتعين أن تكون جماعية يتحملها كل الأعضاء.

وقال مصدر في قطاع النفط لرويترز الشهر الماضي إن السعودية ستبقي على إنتاجها دون تغيير على الأرجح حتى نهاية العام حيث من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي ويتراجع الطلب المحلي على الخام خلال الشتاء.

وانخفضت صادرات الخام السعودية في أغسطس آب إلى 6.663 مليون برميل يوميا للشهر الرابع على التوالي لتسجل أدنى مستوي لها في ثلاث سنوات في الوقت الذي يجاهد فيه أكبر مصدر للنفط في العالم للحفاظ على حصته في السوق وسط ضعف الطلب ووفرة إمدادات المعروض من منتجين منافسين، ولم تتوفر بعد بيانات صادرات سبتمبر/أيلول على موقع المبادرة المشتركة لبيانات النفط.

ويتوقع مراقبون للقطاع أن يتراوح انتاج الخام السعودي بين 9.5 مليون و9.6 مليون برميل يوميا في الشهور القادمة مع ارتفاع الطلب عادة خلال هذه الفترة من العام. ويقولون إن الصادرات السعودية ربما تظل قرب ما يتراوح بين 6.9 مليون و7.1 مليون حتى ديسمبر كانون الأول.

وتراجعت صادرات النفط السعودية في الشهور القليلة الماضية إذ يزاحمها النفط الصخري في الأسواق الأمريكية ومع تباطؤ الطلب في آسيا خاصة في الصين بصورة فاقت التوقعات.

وتجتمع أوبك في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني. وأعلن الأعضاء من دول الخليج العربية عن رفضهم حتى الآن خفض الانتاج لرفع الأسعار، وأبلغ مندوب ليبيا لدى أوبك رويترز يوم الأربعاء أنه ينبغي للمنظمة خفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل على الأقل. لكن ليبيا هي العضو الوحيد من بين أعضاء أوبك الأربعة في أفريقيا الذي يدعو لخفض الانتاج.

وإيران من بين الأعضاء الذين يؤيدون بشكل تقليدي رفع الأسعار لكنها قالت إن بوسعها أيضا تحمل انخفاض الأسعار في تغيير لنهجها وهو ما يخفض احتمال حدوث أي تخفيضات جماعية في انتاج أوبك لرفع الأسعار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.