لا عزاء قبل القصاص
شنت جماعات الإرهاب الأسود عدة هجمات غادرة، أمس، تعد الأكبر فى تاريخ سيناء، أسفر عن استشهاد ٣٠ ضابطاً ومجنداً بالقوات المسلحة، على الأقل، وإصابة ٢٩ آخرين، فى سلسلة تفجيرات متتابعة تمت خلال ١٠ دقائق، استهدفت كميناً للجيش بمنطقة كرم القواديس، جنوب غرب مدينة الشيخ زويد، ومدرعتين للقوات المسلحة، وسيارات الإسعاف التى هرعت لإنقاذ المصابين، والهجوم على كمين آخر بالعريش.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن الهجوم على كمين الشيخ زويد بدأ عندما اقتحمت سيارة مفخخة يقودها انتحارى كمين كرم القواديس، حيث انفجرت محدثة دوياً هائلاً ودخانًا كثيفًا.
وعقب التفجير تحركت مدرعات الجيش من النقاط القريبة إلى موقع الحادث، وخلال ذلك استهدفت العناصر التكفيرية مدرعتين للجيش عن طريق عبوات ناسفة جرى زرعها بجوار طريق «الخروبة- كرم القواديس»، الذى تسلكه المدرعات، حيث تم استهداف مدرعة قرب كمين الخروبة والثانية قرب موقع التفجير الأول. وعقب التفجيرات الثلاثة هرعت عربات الإسعاف إلى مواقع الهجمات لنقل الشهداء والمصابين إلى مستشفى العريش العسكرى، حيث انفجرت عبوة ناسفة رابعة بطريق سيارات الإسعاف.
فيما هاجم مسلحون كمين «الطويل» بشرق العريش وأسفر عن استشهاد ٣ مجندين تم نقلهم لمستشفى العريش العام.
وقامت قوات الجيش والشرطة بإغلاق الطريق الدولى «العريش- رفح» والطرق الفرعية المؤدية إلى مواقع التفجيرات الأربعة، فيما تقوم سرايا إزالة الألغام، بالتعاون مع خبراء المفرقعات، بتمشيط المناطق المحيطة للبحث عن عبوات ناسفة أخرى، فيما تم قطع الاتصالات عن شمال سيناء.
وأكد مصدر أمنى بشمال سيناء أن الإرهابيين نصبوا عدة كمائن فى المواقع المجاورة للكمين، وتمكنوا من استهداف القوة التى توجهت لإخلاء الشهداء والمصابين، وهو ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا.
وأضاف المصدر أن استهداف الكمين بالسيارة المفخخة تبعه إطلاق قذائف هاون، مشيراً إلى أن قوة الكمين الكاملة فى الأحوال العادية تبلغ ٧٥ ضابطاً وجندياً، وأن التعامل بين قوات الجيش والمسلحين استمر لساعات، بعدما طوقت قوات الجيش المنطقة بالكامل.
إلى ذلك أصدر السيسى قراراً جمهورياً بإعلان حالة الحداد العام فى جميع أنحاء البلاد لمدة ٣ أيام على أرواح شهداء الوطن، وذلك اعتباراً من اليوم وحتى غروب بعد غد الاثنين.
وتوالت ردود الأفعال الدولية المنددة بالتفجيرين الإرهابيين اللذين ضربا شمال شرق سيناء أمس، وأوقعا عشرات القتلى والجرحى، وأدانت بشدة الولايات المتحدة العملية، وندد سفير الاتحاد الأوروبى لدى القاهرة جيمس موران بالحادث، وأعربت السفارة الإيطالية بالقاهرة عن إدانتها الشديدة للعمليات الإرهابية.