
“العنجري” والحوار!
صالح الغنام
استمتعت قبل أيام, بالحوار الذي أجراه الإعلامي المبدع عبدالوهاب العيسى مع النائب السابق الفاضل عبدالرحمن العنجري, وقد أعجبني كثيرا العزيز “بومشاري” بشفافيته المعهودة, حين دعا زملائه للتأمل ومراجعة جميع ما مر بالمعارضة من حوادث وأحداث خلال الثلاثة أعوام المنصرمة, وجرأته في الإعلان عن أفكار من شأنها إذابة جبال من الجليد المتراكم, بالحوار والتواصل واللقاء المباشر. وليقيني بارتفاع منسوب الغطرسة والعناد في أدمغة صقور الأغلبية, فلن أستغرب إطلاقا إصدارهم فرماناً قراقوشياً, يدين العنجري ويخرجه من ملتهم, لأنه بطرحه الواقعي والواعي, يمثل العقل والضمير الحي والحكمة, وهذا الثالوث, هو بمثابة “تابو” يحظر على المنتمين إلى المعارضة التعاطي به ومعه!
الشاهد, أن صقور المعارضة لو خالفوا توقعاتنا, وتأملوا أفكار شريكهم العنجري, وقارنوها بواقعهم المزري, فلا أظنهم سيتأخرون لحظة واحدة في فتح النوافذ والأبواب وتمهيد الطريق للحوار, سيفعلون هذا, لأن لا الوقت ولا الظروف في مصلحتهم, ومتى استمر تقوقعهم, وسمحوا لعلاقة المجلس بالحكومة أن تتمدد أكثر, وتتوثق أكثر, وتطول أكثر, فسيتضررون أكثر وأكثر. فمشكلة المجلس معهم, أكبر بعشرات المرات من مشكلتهم مع الحكومة, وما تعرضت له المعارضة من إجراءات قاسية وقاصمة وصارمة, أتت من تحت رأس المجلس. فالحكومة, وبرغم ما قاسته من شغب وزعزعة أمن وتخريب خلال 30 شهرا, إلا أنها لم تنتقم ولم تتعسف, بل اكتفت باللجوء إلى القضاء, الذي بدوره أصدر أحكاما رحيمة لم يتوقعها حتى أكثر المعارضين تفاؤلا!
عموما, لا أدري إن كانت “النعرة” التي في رؤوس صقور المعارضة ستسمح لهم بفهم قولي هذا, فما سيجره علي هذا الكلام من عتب كبير, يفوق الفائدة التي أتوخاها بضرورة ظهور المعارضة بثوب جديد ونهج جديد وفكر جديد. فميزان المشهد السياسي مائل بانحدار شديد, ولن تتعادل كفتيه إلا إذا استخدم المعارضون عقولهم بدلا من عضلاتهم وحناجرهم. استمعوا إلى صوت العقل الذي يمثله العنجري, وانتهزوا الفرصة ولا تكفروه, فالقادم أسوأ, وحان وقت إقفال سرادق العزاء الذي تجتمعون فيه وتولولون وتلطمون خدودكم… ألم تملوا من لعق جراحكم وإحصاء خسائركم؟
***
نبارك لزميلنا العزيز في صحيفة “الوطن” الأستاذ مفرج البرجس الدوسري وأسرته الكريمة, عقد قران نجله الوسيم الخلوق “سالم”, داعين المولى عز وجل أن يكلل حياته بالفرح والسرور والرفاء والبنين.
salehpen@hotmail.com
* صالح الغنام



