الجيش الليبي يعتقل أحد قادة أنصار الشريعة
في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية رفيعة سيطرة الجيش الليبي على أغلب أحياء بنغازي، آخرها الصابري واللثامة، قامت فرق مداهمة تابعة للجيش باقتحام عدد من المباني التي تتخذها مجموعات إرهابية لنشر قناصة فوقها، أسفرت عن اعتقال أحد قادة أنصار الشريعة في دريانة ومجموعة أخرى قرب مدرسة وجدة باللثامة يقودها ناصر المقصبي، قائد آخر تابع لأنصار الشريعة.
وفي الأثناء باركت الحكومة المؤقتة في بيان لها مساء أمس عملية “تطهير بنغازي من بؤر الإرهاب” التي يقودها الجيش الليبي، واعتبرت الحكومة أن “الإرهاب البشع الذي تلحف دثار الدين وزايد على الليبيين في دينهم، وادعى الوصاية عليهم بزعم حماية الدين وتطبيق الشريعة الإسلامية قد أوغل في الدم والقتل والترويع وإهدار طاقة البلاد، وضيع على الليبيين فرصة الرخاء والتنمية، بل حرمهم الأمن والسلام، كان لابد من مواجهته بعد أن سقط قناعه وأشهر سلاحه وأعلن عصيانه ورفضه للدولة ولخيار الشعب الليبي في بناء الدولة المدنية والديمقراطية”.
وأكدت الحكومة أنها “عاكفة بوزاراتها الآن على وضع خطة خدمات وتأمين مدينة بنغازي للبدء في إعادة إعمار ما دمر من المستشفيات والمدارس وغيرها من المرافق والمباني “فور إعلان رئاسة أركان الجيش تحرير وتطهير المدينة.
23 جثة وصلت مستشفى الزاوية
من جهة أخرى، علمت “العربية.نت” أن قرابة 23 جثة وصلت أمس السبت إلى مستشفى الزاوية جراء كمين نفذته قوات الجيش الليبي في محيط مفترق طرق على بعد 30 كلم من الزاوية.
ونفى مصدر من الجيش ما تتداوله وسائل إعلام محلية ودولية حول انتصارات تحرزها ميليشيات فجر ليبيا، مؤكدا أن قوات الجيش تحكم سيطرتها على بوشيبة والكسارات وبئر غنم والطرق الحيوية الرابطة مدن القلعة وككلة بباطن الجبل، مضيفا أن هذه المدن أصبحت محاصرة، وأن الجيش على مسافة أربعين كلم من العاصمة غربا، وأقل من 20 كلم جنوبا.
تحديد هوية طيار مصراتة
وعن استهداف طائرة لمطار الزنتان أمس، قال إن رئاسة الأركان أعلنت اليوم أنها توصلت لمعرفة اسم الطيار الذي حاول الوصول إلى مطار الزنتان وهو من مدينة مصراتة، ومصادرنا تؤكد أن الطائرة أقلعت من قاعدة معيتيقة بطرابلس.
وأكد أن الطائرة لم تحدث أضرارا تذكر، ففي الأعراف العسكرية تسمى مثل هذه الخطوات فقدان الخصم السيطرة على قواته بسبب شعور أفراده بالهزيمة وانحدار معنوياتهم.
ومضى قائلا “إننا نترك فرصا لحقن الدماء، وهو ما يؤجل دخولنا للعاصمة، فهناك مفاوضات في غريان تقترب من الانضواء تحت لواء الدولة، كما أن مدن جبل نفوسة تبرأت رسميا أمس أمام غرفة قيادة الجيش الغربية من شبابها الذين لايزالون يقاتلون مع فجر ليبيا، إضافة لمدن مخطوفة من قبل الإرهاب مثل مدينة ككلة والقلعة”.
وختم حديثه بالقول إن “موعد دخول الجيش للعاصمة لن يتجاوز مدة الأسبوعين القادمين، ولكن قادة ليبيا يتركون الفرصة للتفاوض، فهناك مؤسسات ومبان ومقرات ومدنيين نضع سلامتهم نصب أعيينا قبل كل شيء”.
أنباء عن إعدام محمد الزهاوي
عُلم من مصدر مقرب من تنظيم أنصار الشريعة أن قائد التنظيم محمد الزهاوي ربما يكون أعدم من قبل كتيبة البتار “الجهادية” التي تتخذ من مدينة درنة شرق ليبيا مقرا لها، والتي بايعت تنظيم “داعش” بعد أن رفض الزهاوي مبايعة أمير “داعش” أبوبكر البغدادي.
وروى المصدر، استنادا إلى معلومات مستقاة من أحد قياديي التنظيم، على حد وصفه، أن مبعوثين من قيادة “البتار” اجتمعوا مع الزهاوي في مزرعة بمنطقة القوارشة التي كانت تسيطر عليها أنصار الشريعة، وطلبوا منه مبايعة البغدادي، إلا أن الزهاوي أجابهم بالرفض.
وبحسب المصدر، فإن عناصر “البتار” ردت على الزهاوي بوجوب تطبيق الحد عليه نتيجة رفضه البيعة، وقامت على الفور باعتقاله وقطع رأسه.
وأضاف أن قائد ما يسمى قوات درع ليبيا، وسام بن حميد، هرب إلى مدينة مصراتة على خلفية هذه الواقعة.
وانقطعت الأخبار عن الزهاوي منذ أسابيع، فيما تضاربت الأنباء حول مصير الزهاوي بعد انتشار معلومات تتحدث عن إصابته، وأخرى عن مقتله، جرّاء الاشتباكات التي تشهدها مدينة بنغازي بين قوات الجيش وجماعة أنصار الشريعة وكتيبتي الدروع و17 فبراير، التي تمثل قوى الإسلام السياسي في المدينة.
ومعروف أن محمد الزهاوي هو سجين سياسي سابق كان ينتمي في بداياته إلى الجماعات السلفية، وشارك في العمليات العسكرية ضد كتائب القذافي على جبهة البريقة خلال أحداث 2011، وكان يجهر منذ البداية بموقفه ضد فكرة الدولة، ورفض الاعتراف بعلم الاستقلال وبالمجلس الوطني الانتقالي، ويصف الديمقراطية بأنها “دين الغرب الكافر”.