من مرسي إلى السيسي: المذابح تتكرر ولا جديد في الحرب على الإرهاب
يقفون مرفوعي الرأس، ينفذون أمر الوطن، ويؤدون واجب حمايته، لكن تمتد مخالب الخيانة والخسة، لتتشح مصر بالسواد حزنًا على من قدمتهم العمليات الإرهابية شهداءً، وتذاع البيانات الحكومية حاملة وعودًا بالقصاص من المذنبين، ومذابح متوالية تتم ضدّ حُماة الوطن في سيناء، ليقع ضحيتها جنود أبرياء، كل ذنبهم هو خدمة وطنهم.
“رفح الأولى”، التي راح ضحيتها 16 من حماة سيناء، أثناء جلوسهم لتناول إفطارهم في رمضان، ليؤذن الإرهاب بالعنف والقتل، ففي الشهر الذي يُسجن فيه الشياطين، يعبث شياطين الإرهاب في سيناء خرابًا، وبدلًا من استقبال العيد بالبهجة والفرحة، استقبله الأهالي المكلومين بالسواد.
صور سوداء، انتشرت بين نشطاء “فيس بوك”، وحقوقيون نددوا بما حدث، ووعد لم يُنفذ من الرئيس المعزول محمد مرسي بالقصاص من الجناة، ومهاجمات من الحقوقيين بالتقصير، والمنفذين للعملية غير معروفين حتى الآن.
تعددت الحكومات والإرهاب واحد، حتى بعد انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا يزال الإرهاب مستمر، وحالة الاضطراب هي السائدة في سيناء، ومكافآت مالية لأهل الشهيد، وتعيين لأحد أبناء أسرته بوظيفة حكومية “محترمة”.. “ديّة” كل جندي مُقاتل استشهد أثناء تأدية واجبه، ولا تزال المحاولات مستمرة من الجيش والشرطة للسيطرة على الموقف.
بين مذبحتي “رفح الأولى” و”كرم القواديس”، التي تعد المذبحة الأكبر منذ 30 يونيو، بعدما سقط فيها حتى الآن 28 شهيدًا وأصيب 26 آخرين، قال عنهم اللواء عبدالسلام شحاتة، الخبير الأمني، إنه لا يجوز القياس بين المذبحتين، مضيفًا أن المذبحة الأولى، التي كانت في عهد الرئيس المعزول، كان يهمه سلامة الخاطفين قبل المخطوفين، مشيرًا إلى ضرورة استيراد المعدات الحديثة الكاشفة للمتفجرات عن بُعد، وهو ما سيؤدي إلى إرجاع منظومة الأمن إلى قوتها مرة أخرى.
فيما علق اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمني، في تصريح لـ”الوطن”، على المذبحتين، قائلًا: “مرسي كان مخططًا، إنما السيسي رئيسًا، ولا تجوز المقارنة”، لافتًا إلى أن الحرب في سيناء حاليًا تحتاج أجهزة حديثة ودقيقة، موضحًا أن الشعب معبأ ضد الحكومة بسبب الفشل المتكرر، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث.