«بانت فيلكا».. في بيع «الكويتية»!!
هذا يوم أسود في تاريخ الكويت!! سبق أن حذرنا منه.. مثلما حذرنا من بيع الكويت قطعة قطعة.. مثلما حذرنا من تحالف التجار مع الساسة مع نواب الذمم الخربة.. والآن يأتي هذا اليوم الأسود البغيض!!.
هذا يوم بيع «الكويتية» الى أصحاب المعالي والسعادة والنفوذ.. الى أصحاب الحظ السعيد.. الذين سيأخذون عمرنا وذكرياتنا.. ليلقوا بها في أي صندوق.. ويفتحوا صندوقهم الذي يغترفون منه المال الوفير.. والرزق الكثير.. ونحن «طاح حظنا».. بالأموال والذكريات بالتاريخ والمشاعر.. بكل شيء لأجل من أصبحوا شيئاً بالمال والجاه فقط!.
٭٭٭
اليوم.. بانت فيلكا.. فالكويتية ستباع.. نعم الكويتية ستباع!! ولا عزاء للشعب الكويتي.. ولا لي.. أنا التي كنت أكتب منذ 2007 أناشد وأرجو المسؤولين ألا يفعلوا ذلك وأن يرحموا «الطائر الأزرق» الخطوط الجوية الكويتية، ومراراً أكدت لهم ان هذا الطائر الأزرق ليس مجرد أسطول طائرات فقط أو خدمات أو متجر أموال.. وانما هو تاريخ للكويت جاب العالم كله واليوم.. هذا التاريخ يباع كما رسموا له منذ سنوات.. بمساعدة حكومة وأعضاء مجالس أمة.. يضيع ويباع بأبخس الأثمان!!.
٭٭٭
منذ ان تهددت الكويتية بانتهاج سياسات خاطئة وتفكير قاصر لا يصدر عن عاقل رشيد.. يدرك قيمة تاريخه.. ويعرف أنه ليس كل شيء يباع، وأنا أطالب بحماية «الكويتية» لأنها جزء من تاريخ الكويت، فعمرها من عمر وتاريخ استقلال الكويت، كان هناك دائماً من يترصد ويتربص سوءاً بالكويتية، ولم نكن ندري أنه سيتم بمساعدة «حكومية» – «نيابية»!! رفضوا الاصلاح وساندوا مخطط اهدار مقدرات وامكانيات المؤسسة.. كسروها وحطموها باستمرار برفض ميزانياتها وعدم اقرارها سنوات، ومعارضة أي محاولة لتحديث اسطولها أو عمليات الصيانة فيها، وأحكموا قبضتهم عليها بتكبيلها بقيود روتينية بيروقراطية، في الوقت نفسه الذي تفتح الحكومة فيه الأبواب أمام شركات الطيران المنخفضة التكلفة في القطاع الخاص!!.
٭٭٭
وبعد ذلك جاء مشروع الخصخصة وكانت الكويتية هي أول مؤسسة حكومية تدخل في هذا البرنامج «التعس».. ما يسمى بالخصخصة (B.O.T) هذا البرنامج الذي استنزف الكويت.. ورأينا ان هناك من ينظر اليه على أنه بيع مقنن للبلد ونهب للثروة الوطنية وتسليمها للقطاع الخاص، وهناك من كان يرى العكس ويرى ان «الكويتية» اذا تم خصخصتها ستحول الى شركة تزاول عملها بفكر اقتصادي متحرر بعيداً عن السياسة، وهو ما كان يبدو مبشراً بالخير، ولكن هيهات.. فمازالت «الكويتية» تدمر تحت وطأة التخبط في القرارات السياسية التي من أسف انها ستساهم في النهاية في بيع هذا الناقل الوطني الى أطراف سعت الى هذا الهدف منذ سنوات، وبشكل ممنهج.. تعمدت خلاله تكسير وتحطيم وضرب «الكويتية» وطمس اسطورة الطائر الأزرق، وتأليب الرأي العام على أي عمليات اصلاحية تقوم بها أو ينشدها المسؤولون في المؤسسة!.
٭٭٭
فمنذ صدور مرسوم صاحب السمو الذي ينص ويتضمن دفع الحسابات الختامية للكويتية وبعد موافقة مجلس الأمة لم يتم هذا الشيء وانما حولت أموال وموارد الكويتية والبالغة 441 مليون دينار والتي ذكرت بالمرسوم الى جمعيتها العمومية غير المختصة أصلاً بذلك وللأسف فان عدم دعم ورفع رأس المال للكويتية أيضاً أدخلها في مشاكل كثيرة، فتعرضت هذه المؤسسة مع سبق الاصرار والترصد الى حرمانها من صرف حساباتها الختامية أو حتى زيادة رأسمالها كي تتمكن من تجديد أسطولها المتهالك واليوم (بانت فيلكا) فهاهم يسنون سيوفهم ليسيطروا على حصة الشريك الاستراتيجي البالغة %35 من مؤسسة الخطوط الكويتية بالقانون والذي أقر في 2008 خطة لخصخصة الكويتية على ان تطرح الحكومة %40 من الشركة للاكتتاب العام وتبيع %35 الى المستثمر للأجل الطويل وتحتفظ الحكومة بالحصة المتبقية لكن بمساهمة مجلس (السنن الحميدة) برئاسة (التاجر ابن التاجر) تم تعديل القانون في يناير الماضي بما يكفل سيطرتهم عليها فكل الخطوات رسمت بالمسطرة والقلم لاستحواذهم على الطائر الأزرق وكذلك في الأسبوعين الماضيين قامت الحكومة باستثناء الخطوط الكويتية وشركة محلية من ارتفاع أسعار الوقود حيث لن تنطبق الزيادة المقبلة في الأسعار عليهما!!.
٭٭٭
وهكذا أوشك هذا «المسلسل المكسيكي» الكريه الذي عايشناه على مدى السنوات العجاف الماضية على الانتهاء.. مسلسل لا نهاية له.. أهدرت على مدى حلقاته سمعة الطائر الأزرق.. الذي كان يوماً رمزاً جميلاً لوجود الكويت وهي تحلق في العالم عبر أسطولها الذي كان يوماً ما مثالاً يحتذى.. وكان جاذباً للملايين لاستخدام هذه الشركة والتحليق بطائراتها بين بقاع العالم المختلفة!.
اليوم «بانت فيلكا» وظهرت الصفقة الكريهة، حيث ستصل نسبة الاستحواذ للتجار في نهاية المطاف الى %35.. نعم بانت فيلكا.. والعملية تمت على أكمل وجه وشكراً لكل القائمين على هذه المهمة (غير الوطنية)!!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!
منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf