موقع أمريكي: أردوغان يدعم داعش والإخوان لإحياء الدولة العثمانية
يلوح شبح “الخلافة العثمانية” من جديد، فيما تكشف التحركات الحالية في الشرق الأوسط عن التحام تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة اللا – إسلامية، وجماعة الإخوان المسلمين، تحت راية سوداء واحدة، تدعى “داعش”، وفقاً لموقع “وورلد نيتورك دايلي” الأمريكي.
في الأيام القليلة السابقة، أعلن زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، ناصر الوحيشي، ولاءه لداعش، بنيما أكد رئيس مركز “الجمحي” للدراسات الاستراتيجية، سعيد الجمحي، أن هناك مقاتلين من داعش في اليمن، إلى جانب تواجد أعضاء من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يقاتلون في العراق إلى جانب داعش.
ولفتت مصادر مطلعة إلى وجود علاقات شراكة وطيدة بين تركيا وداعش، حيث يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط، نواف قديمي: “شاهدنا فظاعة تنظيم داعش في تحطيم المعابد والمقابر ودور العبادة، ولكن عندما وصل الأمر إلى ضريح جد العثمانيين، سيلمان باشا، نرى أن داعش امتنع عن تدمير هذا الضريح”، ويضيف: “بل وسهّل دخول القوات التركية للضريح وحمايته، ولليوم تقوم قوات داعش بحماية الضريح، لا تدميره”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، صرّح في يوليو(تموز) 2012 (وكان حينها لا يزال رئيساً للوزراء) بأن بلاده ستشكل قاعدة لتدريب “المقاتلين”، بحجة الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كما قال أردوغان، في سبتمبر(أيلول) 2012: “إننا نمشي على خطى جدودنا الفاتحين، بدءاً من السلطان ألب أرسلان، وصولاً إلى السلطان محمد الفاتح”.
وتشير الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إسراء الفاس، إلى أن “أرسلان” كان أخذ مبادرات شبيهة بما يقوم به خليفة داعش، أبوبكر البغدادي، حيث استولى على أراضٍ عبر الحروب، واعتبر المسلمين الآخرين، مثل الفاطميين، “كفرة” وشرع يشن الهجمات عليهم.
وأضافت الفاس: “قد يساعدنا إرث أرسلان، الذي يمجِّده أردوغان، على فهم السياسة التركية من ناحية دعمها للمنظمات التكفيرية، وأبرزها داعش”.
ولفتت الفاس إلى أن “الأب المؤسس” لتنظيم داعش هو صديق شخصي لأردوغان، وهو رجل الأعمال السعودي ياسين القاضي، والمرتبط بعدد من المنظمات الدولية الإرهابية.
كما يرتبط القاضي بصلات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، والتي يدعمها أردوغان بقوة.
إعادة إحياء
ويلفت “وورلد نيتورك دايلي” إلى نقطة هامة، هي أن دعم أردوغان لتنظيم داعش يأتي استكمالاً لدعمه لجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي يساعده على دمج الجماعات السنية “الجهادية” المختلفة تحت سقف واحد، لإعادة إحياء الدولة العثمانية.
يذكر أن الرئيس التركي وافق أخيراً على قبول قيادات الإخوان المسلمين داخل تركيا، والذين غادروا الدوحة قريباً، قبل أن يطردوا من مصر في وقت سابق.
مظاهرات المصريين في 30 يونيو 2013
ورغم الإرادة الشعبية المصرية، وما جرى في 30 يونيو(حزيران) 2013، عارض أردوغان عزل الرئيس المصري الإخواني السابق، محمد مرسي، بشدة.
الأب الروحي لكل متطرف
وكان الداعية الإخواني، شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، أعلن في مقابلات أجريت معه منذ وقت قريب أن “خليفة” داعش، أبوبكر البغدادي، كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنه كان “ميالاً للقيادة”، وبعد قضائه سنوات في السجن بسبب ضلوعه في أنشطة عنف متعلقة بالإخوان، خرج لينضم لداعش.
وذكر وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، أن تصريحات القرضاوي تؤكد أن جماعة الإخوان هي “الأب الروحي لكل جماعة متطرفة”.
ولفت جمعة إلى أن زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، كان عضواً سابقاً في جماعة الإخوان بدوره.
وكان الداعية الإخواني، وجدي غنيم، أعلن عن دعمه لتنظيم داعش أيضاً.
وكان غنيم، قبل طرده من قطر، نشر تسجيلاً مصوراً على يوتيوب سمّى فيه التحالف الدولي ضد داعش بـ “الحرب الصليبية”، واعتبر أسامة بن لادن “الشهيد المجاهد البطل”، كما اعتبر مقاتلي تنظيم داعش “إخوانه”، وراح يكيل لهم النصائح.
ويشير “وورلد نيتورك ديلي” إلى مخاوف من أن تركيا بدأت مساعدة داعش، بعد أن رفضت الانضمام للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم.
وفي هذه الأثناء، تبقي تركيا حدودها مفتوحة للسماح للجهاديين الراغبين في الانضمام لداعش بالمرور من البلاد إلى سوريا.