مقالات

قصة بستان واقعها جعجعة بلا طحين!!

كانت جميلة تسر الناظرين والقاطنين ، بستانٌ زاهرٌ وسط مرجٍ أخضر كبير،ْ حباها الخالق بخيرٍ عظيم منقطع النظير جمعت حولها رحالةً وسائلين، و زرعت و انبتت و أخضرت من فائض خيراتها جملة من الأراضين.

حكاية زمن جميل مضى سريعا مع كثرة ازدياد الطامعين غير الحامدين الساعين لتقسيم الخيرِ الوفير بعد ان كان ينعم به الكثير، يريدونه اليوم خاصا لثلة ممن كتبت لنفسها الحق بخيرات البستان الوفير غير آبهين بما سيكون الحال اذا جف الزرع و بارت الأرض والناس بها سينتهون الى اي مصير.

اصدقاء كانوا قبل ان يكونوا طامعين، فرّقهم الجشع وزاد في طغيانهم حب الجاه و الحشم، جمعوا حولهم اصحاب الفتن و المصالح و بائعي الذمم ، هي فرصة سنحت الآن لطلّاب مال السحت يحصدون به ما يقع من فتات صراع الطمع بلا تعب، مقابل إلقاء التهم وإثبات ان الطرف المدافعِ عنه هو المصلح والآخر يقوم بالعكس ليهدمْ ، وعود تروّج عن كل طرف ، انا المطور و ناقلكم لغد أخضر مزدهر مرفهين بلا جهد او كلل، لكن الواقع تجاه الخير للبشر صفر.

صراع عظيم حول البستان الكبير ،حربٌ نحسبها ولكنها ليست كحرب العسكر والسلاح والصواريخ ، هي حرب اشاعات و كلام وشعارات وصراخ من حين الى حين يقصد به التشويش حتى يصل حد تكسير العظم والفائز أمكر الطامعين.

وبما انها حرب فمن المؤكد ان ضحاياها من الاموات كثير ، لكن في هذه الحرب الضحايا أحياء قد مات الحلم في داخلهم بمستقبل جميل.

ياسر بدر النقي

@yaser_b_alnaqi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.