التنظيم وعمايله
يخرب بيتها من وزارة فعندها تشابك معلومات وأسرار وخبايا وقضايا ولا الجستابو في زمانه، وهي أسرار تمخول العقل وتعقده، ولو فتح أحدهم طاقة أو فتحة يطل منها على ما يحدث في داخلها لوجد في شؤونها وأمورها وأعمالها وحساباتها تشابكا ولعبكة وتداخلا في الخيوط واصلة الى حال يصعب تفكيكه، ولذلك يرضخ بعد حين كل من يدفع به لانقاذها، ويرفع يائسا الراية البيضاء، ويتركها غير آسف عليها، مع قناعة تامة بأنها وزارة عصيّة على الاصلاح، على الرغم من جميع الشواهد على كونها بابا لصرف أموال الدولة بالهبل، واضاعتها فيما لا يعود على أهل الكويت بالفائدة، ما يتطلب تدخلا حازما وحاسما من الدولة لتعديل نهجها المعوّج.هذه الوزارة تعتبر أسطع مثال على «عضوا عليها بالنواجذ»، والممسكون بها منذ زمن طويل عاضين عليها ليس بالنواجذ فقط انما بالأسنان والضروس والطواحن أيضا، ولن يتركوها أو يتخلّوا عنها ببساطة، وسيفعلون كل ما يؤمرون من أجل ألا يفقدوها، واذا لاح في الأفق ما يهدد بانتزاعها من بين أيديهم،
وذهابها لآخرين، طار خوفو البارك على صدرها منذ الأزل متزينا ببشته، مرتديا قناع الورع والزهد والتقوى، ويسعى لانقاذ ما يمكن انقاذه، فيحاول بملف يحوي أوراق مؤتمر، أو مشروع، أو ندوة، ومعها كلمتان عن دور الكويت الخيري اقليميا وعالميا، يحاول ان يبلف الكبار، ويأكل برؤوسهم حلاوة، وغالبا ما ينجح في مهمته، ويبقي الوضع على ما هو عليه، ليتنفس المرشد وجماعته هناك الصعداء.هذه الوزارة خاضعة بالكامل لجماعة الاخوان المسلمين،
وقد نجح المرشد في مصر نجاحا باهرا في ملئها من الباب لأعلى طابق فيها بأتباعه، واستطاع ان يغدق عليهم بالأموال والمزايا والعطايا على أساس ان أموال الكويت مباحة لأعوانه يغرفون منها بالقنطار، يسهل لهم ذلك أتباعهم الكويتيون في الوزارة، ولذلك لم يكن غريبا ان تتحدث مواطنة عن دهشتها لرؤية احدى موظفات الأوقاف الوافدات مع الزوج والعيال والشغالتين الفلبينتين جالسين يأكلون في أحد المطاعم الفاخرة، ثم يغادرون تاركين نصف الطعام خلفهم، في الوقت الذي لا تستطيع هي ان تأخذ خادمتيها معها لأنها لا تستطيع ان تدفع فاتورة مرتفعة، فمنذ متى هذا الكرم الكبير، و«من أين ونحن عارفين البير وغطاه»، خاصة ان هؤلاء يصلون للكويت خماصا،
لولا أنه من أموال الكويت المستباحة، التي وضعت تحت امرة هؤلاء يغرفون منها ما يتسنى لهم، عبر أعمال اضافية تافهة، ولجان عمل شكلية، وفرق عمل تنفيعية، ومكافآت وعلاوات وحلاوات وهات يا نهب من أموال الكويت، ولا عزاء لأبنائها ومتقاعديها الذين يضغطون على أنفسهم كي يكملوا الشهر بدون ضيق أو ضنك مادي.ما نقول الا يا حيف على من وضع تنظيمه قبل وطنه، وجماعته قبل أهله، وأطماعه قبل ضميره، والحيف الأكبر على ديره مخليته يلعب على هواه!
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw