17 قتيلاً في اشتباكات بين قبليين وحوثيين وسط اليمن
مازال التوتر هو سيد الموقف في اليمن، حيث مازالت الاشتباكات مستمرة، وأعمال النهب في كل مكان، والتظاهرات المطالبة إنهاء الأعمال المسلحة.
فقد قتل 17 شخصاً، في اشتباكات مستمرة منذ يوم أمس الثلاثاء، وحتى صباح اليوم الأربعاء، بين مسلحين حوثيين وقبليين في مديرية الرضمة بمحافظة إب وسط اليمن، حسب مصدر أمني.
وأشار المصدر إلى أنه “تم نقل جثث القتلى إلى مستشفى الرأفة بمديرية الرضمة”.. مضيفا أن مسلحي جماعة الحوثي وصلتهم اليوم تعزيزات قتالية استعداداً لخوص معركة كبيرة، دون ذكر تفاصيل إضافية.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جماعة “أنصار الله” (الحوثي)، ولا من السلطات اليمنية حول ما ذكره المصدر.
وكان مصدر قبلي أفاد، يوم أمس الثلاثاء، بأن الاشتباكات اندلعت عقب تسليم جنود من الجيش مواقعهم للحوثيين في المنطقة.
وأوضح أن جنود اللواء 55 المرابط في مدينة يريم القريبة، والتي سبق أن سيطر عليها الحوثيون قبل أيام سلموا مواقعهم للحوثيين طواعية دون أي مقاومة.
واللواء يتبع قوات الحرس الجمهوري سابقا التي كان يقودها نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وسفير اليمن الحالي في الإمارات.
وتدور الاشتباكات وسط مدينة الرضمة ويتبادل فيها الحوثيون من جهة والقبائل من جهة أخرى القصف بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وسمع دوي انفجارات إلى مسافة 3 كيلو مترات يُرجح أنها لقصف مدفعي.
ورغم توقيع الحوثيين اتفاق “السلم والشراكة” مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة.
أعمال النهب
من جهة أخرى، اقتحم مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، اليوم الأربعاء، مقرا للبريد في محافظة حضرموت جنوبي اليمن، بحسب مصدر أمني.
وقال المصدر ذاته إن “مسلحين يعتقد انتماؤهم للقاعدة اقتحموا مقر مكتب بريد في مديرية الحامي بمحافظة حضرموت، ونهبوا 12 مليون ريال “حوالي 56 ألف دولار أمريكي”.
وأضاف المصدر أن عملية السطو على الأموال جاءت بعد تهديد المسلحين لموظفي المكتب بالسلاح، قبل أن يتمكنوا من الفرار إلى جهة مجهولة.
وفي الوقت الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، لم يصدر أي تعقيب فوري من السلطات اليمنية حول ذلك.
تظاهرات الطلاب
وتظاهر العشرات من طلاب جامعة صنعاء اليمنية، اليوم الأربعاء، للمطالبة بإنهاء كل المظاهر المسلحة، والتواجد غير القانوني للمليشيات، في إشارة إلى مسلحي الحوثي، بحسب بيان صادر عن الطلاب.
وأضاف البيان أن “خروجنا اليوم يأتي استكمالاً لجهود سنوات مضت من المطالبة المستمرة، بالحفاظ على مدنية الجامعة وقدسيتها، كصرح تعليمي ينأى بنفسه عن مماحكات السياسية، ودفع ضرائب الحروب”.
وطالب البيان بـ”ضرورة إنهاء التواجد المسلح والحفاظ على مدنية جامعة صنعاء، والتعاقد مع شركة أمنية خاصة تقوم بمهام الحماية، بالإضافة إلى إجراء انتخابات اتحاد طلاب اليمن كجهة شرعية تمثل الطالب وتدافع عن حقوقه”.
وأمهل المتطاهرون رئاسة الجامعة 72 ساعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء التواجد المسلح، وإلا فـ”إننا نتعهد بمزيد من التصعيد”.
ويتواجد مسلحون حوثيون منذ سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي في حرم جامعة صنعاء، وعلى بواباتها تحت مسمى “اللجان الطلابية الثورية”، دون أن يؤدي هذا إلى توقف الدراسة المستمرة حتى اليوم.
ومنذ سيطرتهم على صنعاء، اقتحم الحوثيون بنفس الطريقة مقارا حكومية مدنية وعسكرية، واحتلوها، وتدخلوا في شؤونها المالية والإدارية، كالعودة إليهم في مسائل التوظيف وصرف رواتب ومستحقات مالية، وهو الأمر الذي تكرر مع مؤسسات خاصة مختلفة، بحسب مسؤولي أمن، وشهود عيان.