العرج ياجماعة دسااااااس
المثل المصري يقول العرق يمد لسابع جد، والوراثة هنا ليست في الصفات الشكلية فقط كالطول والبنية ولون البشرة والعيون ونوعية الشعر ما اذا كان ناعما أو خشنا الى غير ذلك من أمور، ولكن في الطبائع كذلك، ومن نصائح الرسول الكريم لنا حسن اختيار الزوجة، ليأتي الأبناء كما يحب الأب ويشتهي، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم فان العرق دساس».فشتان بين زوجة أتت من منبت كريم، وتربت على الأخلاق والقيم، وبين زوجة تحدّرت من منبت سوء، وتحمل في عروقها جينات فاسدة، سواء في التعامل مع الزوج وأهله،
أو في تربية الأبناء، وكم هو مؤسف ان يترك الشاب التي هي خير، ويذهب ليتزوج من الأدنى، ثم يأتي يوم ويضرب الكف بالكف على سوء ما اختار، والحكاية التي انتشرت بيننا في اليومين الفائتين خير دليل على ذلك.القصة وما فيها هو ذلك الاتهام الشنيع من سيدة آسيوية أرملة كويتي لعم أبنائها بأنه يريد ان يجبر ابنها على التبرع باحدى كليتيه لعمته المريضة، وجاء ذلك الاتهام عبر فيديو تحدث فيه ذلك الابن وهو في السادسة عشرة من عمره، وسجلته شقيقته ذات التسعة عشر ربيعا، ليشتعل المجتمع برمته لتلك القسوة والظلم من العم،
ويتضح بعد البحث والتحقيق كيد تلك المرأة المضطربة نفسيا، صاحبة الملف المكتظ بالقضايا، فيا له من اختيار لامرأة دخلت إلى العائلة، وصارت أما لعيال فأساءت للأهل والأسرة وفضحتهم بما ليس فيهم. هناك رجال كثيرون لم يحسنوا الاختيار، فمنهم من ترك ابنة عمه أو ابنة خالته التي لا يخفى عليه شيء من أمورها، ومنهم من تخلى عن ابنة الجيران التي يعرف أصلها وفصلها وتاريخها، ومنهم من خان حبيبته التي يعرفها ويعرف أخلاقها، ومنهم من زهد في ابنة بلده الأسهل له ان يفهمها وتفهمه، وذهب لراقصة في ملهى، أو نادلة في مقهى، أو عاملة في صالون، أو بائعة في محل، أو أو أو، والأغرب موقف الأهل الذين، غالب الأحيان،
يغترون ببياض بشرتها وشقرة شعرها اذا كانت أجنبية، ويتغاضون عن كل سلوك منها لا يمكن ان يقبلوه من كويتية، فتدخين السجائر لا غبار عليه ومن طبيعة مجتمعها، واحضار ولد أو اثنين معها على أساس أنهما من زواج سابق أمر عادي جدا ولا يثير الشك، أو يتطلب التحري، الى غير ذلك من اختلافات ثقافية، دع عنك القصص والروايات الخيالية عن أسرتها الكبيرة العريقة، التي تمتلك أراضي ومصانع وأملاكا، وكانت ترفض زواج ابنتها من غريب لولا أنها لا تريد ان تقف أمام سعادة ابنتها وزواجها ممن تحب.لا يعني هذا ان جميع من تزوج منهن الكويتيون لسن مكسبا، فالدنيا لا تخلو من بنات الحلال والسيدات الفاضلات، والعائلات المحترمة موجودة في كل البلاد، ولكن المشكلة مع شبابنا أنهم غالبا ما تكون وقعتهم سودة.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw