“الصحة”: اعتماد التدخل المباشر للجلطات الحادة في جميع المستشفيات
كونا: اعتمدت وزارة الصحة تطبيق (التدخل العلاجي المباشر) عن طريق القسطرة العلاجية في حالات الجلطات القلبية الحادة في جميع اقسام القلب بمستشفيات البلاد حسب البرتوكول العلاجي المتبع على مدار 24 ساعة طوال ايام الاسبوع.
واكد وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي في مؤتمر صحافي بهذه المناسبة اليوم ان اعتماد هذا التطبيق بالتدخل العلاجي المباشر جاء بعد نجاح تطبيق المراحل الاولية لهذا المشروع في اقسام القلب بمستشفى (الصدري) ومركز (صباح الاحمد) للقلب ومركز (سلمان الدبوس) للقلب.
وأوضح السهلاوي أن الهدف هو تقديم هذه الخدمة بكافة مناطق الكويت وبالسرعة المطلوبة للحفاظ على حياة المرضى والذي من شأنه تقديم افضل الخدمات الصحية الطبية المختلفة للحالات العادية والطارئة ومنها الجلطات القلبية الحادة.
وتطرق الى خطوات هذا المشروع وتكليف لجنة وطنية بوضع الخطة المتكاملة لهذا المشروع الذي تم اعتماده بكافة المستشفيات تعميما للفائدة موضحا ان العمل يجري حاليا لاعداد التجهيزات المالية والفنية لمستشفيات (مبارك الكبير) و(الجهراء) ومن ثم (الفروانية) على أن تدير هذه الوحدات كوادر وطنية بالتعاون مع خبراء من ذوى الخبرة و الكفاءة.
واوضح ان الالية المتبعة لهذا المشروع هي تذليل المعوقات وتوفير الأطباء الاختصاصيين وسيارات إسعاف مجهزة لنقل المرضى إلى مراكز القسطرة خلال فترة قياسية لا تتجاوز النصف ساعة من تشخيص الحالة إضافة إلى تطبيق نظام الفرز السريع للحالات في أقسام الحوادث وتوفير الهيئة التمريضية والفنية على مدار الساعة.
وكشف بأن المشروع شهد دقة فى التنفيذ وسرعة فى الاداء وتفان في العمل من جميع القائمين عليه مما أدى الى نجاح باهر للمشروع يتمثل فى عدة نتائج منها اجراء التدخل المباشر في المستشفى (الاميري) و(العدان) بنسبة 100 في المئة لكافة الحالات التي وصلت الى اقسام الحوادث.
وأوضح ان هذا النجاح سجل بمعدل تجاوز 98 في المئة وبزمن قياسي لا يتجاوز في المعدل 60 دقيقة من وقت وصول المريض الى باب الحوادث كما أثبتت النتائج انخفاض نسبة الوفيات بين المرضى الى 2 في المئة مما يتجاوز نسبة النجاح فى أكبر المراكز العالمية.
وتطرق الى تقليل فترة اشغال السرير من ثمانية ايام الى ثلاثة مما يترتب عليه توفيرا ضخما فى الميزانية يمكن توجيهيها الى وجه آخر من رعاية المرضى.
وعن توجه الوزارة بعد الانتهاء من تنفيذ الخطة اوضح السهلاوي العزم لتنفيذ المسح الاحصائي لهذه الحالات لمعرفة النتائج بدقة اكبر وتنفيذا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الهادفة في نهاية الامر الى تقليل نسب الوفيات من امراض القلب والوقاية من عوامل الخطورة مشددا على ضرورة جعل هذه الخدمات في متناول الجميع حيث تبنت الوزارة سياسة توفير هذه الخدمة في كافة المستشفيات.
واكد السهلاوي بأن المشروع يعتبر نقلة كبيرة فى مجال الخدمات الطبية بدولة الكويت وهي من الدول الاولى فى المنطقة التي قامت بتوفير هذه الخدمة بهذا الشكل المنظم والمدروس.
واشار الى ان جميع الدراسات السابقة بينت بأن تبني هذا العلاج له مردود هائل في تقليل نسبة الوفيات للمصابين بالجلطات القلبية بين 3و4 في المئة كما أنه يقلل من نسبة المضاعفات في حالات الجلطات القلبية مثل ضعف عضلة القلب بسبب التأخير في فتح الشرايين.
وقال ان الوزارة لاحظت بعد مراجعة دقيقة لنمط علاج حالات الجلطات القلبية أنه يمكن تحسين الخدمة المقدمة لمثل هؤلاء المرضى بما يتواكب مع أحدث طرق العلاج العالمية مشيرا الى ان هذه الخدمة كانت مقتصرة على مركز واحد بالكويت.
و اشاد بتعاون جميع ادارات وزارة الصحة وعلى رأسها ادارة الطوارئ الطبية ممثلة بالاسعاف حيث نجحت فى ايصال الحالات الى المراكز المعنية خلال مدة قياسية تقل عن تسع دقائق في المعدل فضلا عن ادارة المستودعات الطبية لتوفيرها المستهلكات الضرورية في زمن قياسي.
واوضح السهلاوي ان الوزارة جاهدة على أن تتبع هذه الخطوة بخطوات أخرى لتطبيق مثل هذا المشروع المتكامل على امراض أخرى خاصة الأمراض المزمنة غير المعدية التي ترتفع نسبتها في دولة الكويت.
من ناحيته تطرق رئيس مركز (سلمان الدبوس) بمستشفى العدان الدكتور مصطفى رضا الى تطوير وتعميم خدمات القسطرة الى ثلاث مراكز بدلا من مركز واحد في السابق مما مثل اساسا قويا لبدء مثل هذه الخدمة وتعميمها على بقية المستشفيات.
وذكر رضا بأن المشروع بدأ في منتصف نوفمبر 2013 وتم الانتهاء من تطبيق المراحل الثلاث في بداية اكتوبر 2014 مما يدل على الجدية والالتزام التام حيث كانت المرحلة الاولى عبارة عن تجربة الاداء في مستشفيات العدان والاميري ومبارك الكبير للتاكد من ملاءمة الخدمات.
وتطرق الى المرحلة الثانية باضافة مستشفى الامراض الصدرية ثم الثالثة التي تمثلت بتطبيق المشروع على مستوى الكويت على مدار 24 ساعة يوميا وسبعة ايام اسبوعيا متضمنة الاجازات الرسمية معربا عن شكره لكل من ساهم بنجاح هذا المشروع.
بدوره كشف رئيس وحدة القلب بمركز (حصة العبدالرزاق) لامراض القلب الدكتور موسى اكبر عن موافقة وزارة الصحة على توفير دعامتين ذكيتين لكل مريض على ارض الكويت يدخل ضمن شروط علاج الجلطة القلبية.
وقال اكبر ان توفير هاتين الدعامتين كانت توفر للكويتيين وغير محددي الجنسية معلنا ايضا عن موافقة الوزارة على توفير ادوية تمنع “تخثر الدم” بعد وضع الدعامة وهو دواء (بلافيكس) شاملا جميع المقيمين وبصفة مجانية لمدة ست شهور.
وحول مشروع خدمة (التدخل العلاجي المباشر) عن طريق القسطرة العلاجية في حالات الجلطات القلبية الحادة قال اكبر ان نجاحه جاء بناء على التعاون والتنسيق بين اقسام واطباء القلب في جميع المستشفيات.
من جهته افاد رئيس مركز (صباح الاحمد) للقلب الدكتور محمد الجارالله بأن المعلومات الدقيقة المتوفرة بينت استجابة ادارةالطوارئ الطبية متمثلة بالاسعاف خلال مدة قياسية تقل عن تسع دقائق في المعدل وكذلك تم ادخال نظام الفرز في اقسام الحوادث ادى الى تشخيص الحالات في مدة لا تزيد عن 5 دقائق في المعدل.
ولفت الجارالله الى ان الفوائد المرجوة من هذا العلاج هو تخفيض نسبة الوفيات وتقليل مدة الاشغال مما يوفر الاموال وتخفيض نسبة المضاعفات في حالات الجلطات القلبية بسبب التاخير في فتح الشرايين مثل ضعف عضلة القلب وكذلك الموت المفاجيء علاوة على الالتزام ببروتوكولات العلاج العلمية المعتمدة.
بدوره قال رئيس وحدة القلب بمستشفى (مبارك الكبير) الدكتور محمد زبيد ان ادارة هذه الوحدات سيكون من الاطباء الكويتيين الذين سيديرون المراكز الجديدة.
واضاف ان المرحلة المقبلة ستشهد التعاقد مع كوادر طبية وفنية ذات كفاءة عالية من كافة انحاء العالم و”برواتب خاصة” للتاكد من النوعية العالية لهذه الخدمة
من جانب آخر قال السهلاوي ان الوزارة تدرس حاليا إجراء برامج مسح جديدة لأمراض “سرطان البروستاتا للرجال وسرطان القولون وسرطان الرئة”.
وقال الدكتور السهلاوي في كلمة ناب فيها عن وزير الصحة الدكتور علي العبيدي بمناسبة تدشين برنامج (مسح المواليد حديثي الولادة) في البلاد ان البرنامج شهد توسعا ليشمل 22 مرضا حاليا والعمل يجري لتغطية 50 مرضا.
وقال ان هذا التوجه يجعل دولة الكويت في مصاف الدول الكبرى التي قدمت الخدمات لحماية الأطفال وبالأخص من الأمراض الوراثية والأمراض التي تؤدي إلى إعاقة عقلية أو جسدية وذلك من خلال علاج بسيط وهو الدواء أو بتجنب بعض الغذاء.
وأعرب عن الفخر والاعتزاز بهذا الانجاز “وبأطبائنا الذين تعاونوا جميعا فيه ما تعتبره وزارة الصحة هدية لأهل الكويت” متمنيا الاستمرار في الإنجاز والتطوير بما يخدم مصلحة المجتمع الكويتي والمواطنين.