التخييم: تقليد سنوي اجتماعي كويتي بالنزوع الى حنايا الطبيعة
مع انقضاء فصل الصيف واعتدال درجات الحرارة يبدأ المواطنون استعداداتهم لموسم التخييم الذي أصبح تقليدا كويتيا سنويا ينزع خلاله المواطنون الى حنايا الطبيعة بعيدا عن ضجيج الحياة العملية.
ويحافظ الكويتيون منذ عشرات السنوات على عادة التخييم بمناطق البر مع قدوم فصلي الخريف والشتاء (يبدأ رسميا في الاول من نوفمبر ويستمر حتى نهاية شهر مارس كل عام) طلبا للراحة والهدوء والابتعاد عن روتين الحياة اليومية وتعقيداتها وبحثا عن صفاء الذهن والتأمل في الطبيعة.
وينطلق موسم هذا العام في موازاة توقعات فلكية بأن تكون سنة مطيرة كما توقع الخبير الفلكي الدكتور صالح العجيري بهطول كميات من الأمطار تسهم في ظهور الكمأة (الفقع) بكميات وفيرة في البر الكويتي ما يضفي نكهة خاصة على مرتاديه.
واستبق المجلس البلدي انطلاق موسم التخييم بموافقته على زيادة المساحة المخصصة للأفراد الراغبين في اقامة المخيمات الربيعية الى 2000 متر مربع للموقع الواحد و10 آلاف متر مربع للمؤسسات الحكومية والشركات فيما قلص المساحة الفاصلة بين المخيمات لتصبح 50 مترا بدلا من 100 متر.
وفي هذا الصدد قال المدير العام لبلدية الكويت المهندس أحمد الصبيح إن البلدية تكثف في موسم التخييم جهودها وحملاتها التفتيشية لتشمل جميع المناطق الصحراوية والتأكد من الالتزام بالشروط التي وضعتها لتوفير سبل الامن والامان.
وشدد الصبيح في تصريح على ضرورة تعاون المواطنين لاسيما مرتادي البر وأصحاب مخيمات الربيع مع البلدية لحماية البيئة الكويتية والالتزام بالمواعيد والشروط التي حددتها.
وذكر أن تلك الضوابط جاءت بناء على قرار لجنة دائمة شكلها مجلس الوزراء تضم في عضويتها ممثلين عن كل من وزارات الداخلية والنفط والصحة والهيئة العامة للبيئة وبلدية الكويت والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية وادارة أملاك الدولة بوزارة المالية.
من جانبه قال المدير العام لبلدية الكويت بالانابة أحمد المنفوحي في تصريح سابق إن البلدية أصدرت قرارا بزيادة مواقع التخييم المصرح بها في البلاد بستة مواقع جديدة ليصبح العدد الاجمالي لها 18 موقعا.
وأضاف المنفوحي أن قانون تنظيم عمل المخيمات الجديد يهدف الى حماية المواطنين وسلامتهم والحفاظ على البيئة والحياة الفطرية المحلية وجعل هذه العادة السنوية للكويتيين والمقيمين أكثر تنظيما.
وبين أنه ستتم ازالة المخيمات التي تم وضعها دون استخراج تراخيص من البلدية سواء في المناطق المسموح التخييم فيها أو في المناطق الأخرى مشددا على ضرورة الالتزام بفترة التخييم التي تمتد من أول نوفمبر الى نهاية شهر مارس من كل عام.
وعلى صعيد آخر وفي ظل اقبال الكويتيين على التخييم وما يرافق ذلك من مستلزمات فقد باتت احتياجات البر سوقا قائمة بحد ذاتها وأصبح أصحاب المتاجر والمحال والجمعيات التعاونية يتسابقون على تقديم عروضهم الخاصة لجذب الناس اليهم.
وفي هذا السياق قال مدير عام جمعية كيفان التعاونية صلاح شهاب إن هناك اقبالا متزايدا من قبل هواة التخييم ومرتادي البر من الشباب وكبار السن والعائلات على حد سواء على أدوات التخييم لاستكمال حاجياتهم.
وأضاف شهاب ان مستلزمات البر كثيرة ومتنوعة مثل حقائب البر بأحجامها المختلفة والمخصصة لحمل كثير من مستلزمات التخييم لا سيما أدوات طهي الطعام أما الخيام فهناك أنواع عدة تختلف حسب الجودة والمقاس ومعظمها مستورد من الخارج وقد تكون جاهزة وبمقاسات مختلفة.
وأوضح ان الطلبات لا تشمل فقط المستلزمات الضرورية من الولاعات التي تستخدم لاشعال الفحم والحطب والوصلات الكهربائية والمصابيح والكشافات بل تتعداها الى الاجهزة الالكترونية أيضا.
في موازاة ذلك أعرب عدد من المواطنين عن سعادتهم ببدء فترة التخييم بعد انتظارها مدة طويلة مبينين انهم استعدوا لها من خلال توفير المستلزمات التي تضفي أجواء جميلة على التخييم.
وقال المواطن محمد العلي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إنه ينتظر هذا الموسم بفارغ الصبر باعتبار أن أجواء المخيمات تبعث الراحة النفسية وعلى الأخص مع وجود الاهل والأصحاب بعيدا عن أجواء المنازل المغلقة.
ودعا العلي الجهات المسؤولة الى تشديد الرقابة على من يلقون مخلفاتهم أمام المخيمات لما لذلك من تأثير سلبي على الصحة العامة.
من جهتها قالت مها الشمري في تصريح مماثل ل(كونا) إنها تحب أجواء المخيمات الربيعية “فهي عادة سنوية لدى الكويتيين للاستمتاع بالطبيعة والنسمات الباردة”.
وأعربت الشمري عن الأمل في أن يكون هذا الموسم مليئا بالسعادة والنشاط لممارسة طقوس التخييم المعتادة كالتجمع حول دوة الفحم وتبادل الأحاديث وشرب الشاي والحليب المهيل وركوب الخيل.