ولا عزاء للكادر
تكرار غياب ثلاث معلمات من بين كل عشر عن المدارس، مؤشر واضح على كراهية هؤلاء المتغيبات الشديدة لوظيفتهن، وضيقهن منها، وأغلب هؤلاء المدرسات ان لم يكن جميعهن ولجن سلك التعليم مكرهات مغصوبات، فأسرهن التقليدية لا تسمح لهن بالعمل الا في بيئة نسائية بحتة، وما يخفف الوطء عليهن الراتب المجزي الذي يقبضنه ويغطي الكثير من متطلباتهن ومتطلبات أسرهن، أما مصلحة التلميذات، فلا تهمهن بشيء، ولا تحرّك شعرة في مشاعرهن وأحاسيسهن. هذا التسيّب لدى تلك المجموعة من المدرسات يكشف مشكلتنا الكبيرة مع موظفين كثر في بلادنا لابد من الحزم معهم لأنه السبيل الوحيد لتقويمهم، فالضمائر عندهم تعطلت وصارت بأمس الحاجة الى اعادة تفعيل، والدين عندهم مجرد شعائر لا تخرج عن الصلاة والصوم، أما الخوف الفعلي من الله والعمل بما يستوجب ثوابه، ويجنب عقابه، فأمر غائب عن المشهد.المشكلة مع تلك النوعية من المدرسات ان جميع المسالك اليهن مغلقة، فلا ينفع ان تتحدث معهن عن الضمير، ولا يفيد ان تتطرق معهن للدين ومسائل الثواب والعقاب، وحتى اللجوء للناحية الوطنية، والمشاعر المتعلقة بحب الكويت التي يجب ان تترجم الى خدمتها في كل موقع بأمانة واخلاص، لا طائل من ورائها، واقحام هذا الجانب في القضية كمسألة قد تقنع هؤلاء المعلمات بالانتظام في الدوام، أمر لا يمكن التعويل عليه لأن حالتهن عضال من نوعية فالج لا تعالج.التعليم مهنة شاقة ومتعبة، وهذا أمر معلوم للجميع، ولكنها في المقابل مهنة نبيلة وعظيمة، ويكفي صاحبها شرفا أنه يكاد ان يكون رسولا، ومهنة مثل تلك يجب ألا يتولاها الا القادر عليها علما وثقافة وقدرات ونفسية.على المعلم ان يكون ملما بمادته، عارفا بها، مستعدا للاجابة عن أسئلة تلاميذه، فاهما لمراحل نموهم، دارسا لكيفية التعامل معهم، لا يتعامل معهم بعصبية وصراخ، سابا، شاتما، لاعنا، مانعا اياهم من الاستفسار عن معلومة ما خوفا من ان تنكشف ضحالة معلوماته أمامهم.يبقى القول ان التعليم في الكويت لن يتطور وتنصلح أحواله حتى تغير الحكومة بعامة، ووزارة التربية بخاصة، تلك الطريقة العقيمة، والسياسة غير الحكيمة فيما يختص بالتعليم، وأولها عدم الاهتمام بصناعة واعداد وحتى اختيار المعلم الكفء، الملتزم مع أنه العامل الأساسي الذي يعتمد عليه نجاح العملية التعليمية، وكذلك عدم الحرص على ان يكون المدرسون في المرحلة الابتدائية من أصحاب الخبرة والشهادات العالية، على الرغم من كونهم الأقدر من غيرهم على تأسيس الصغار تأسيسا قويا في مختلف المواد خاصة اللغتين العربية والانجليزية والرياضيات، وهو ما سيسهل البناء عليه في المراحل التالية.لا أذكر جديدا اذا قلت ان التعليم هو الجانب الأكثر أهمية في سياسة أي بلد. ولا عجب، فالمجتمع السقيم سببه قلة التعليم، لولا ذلك لما بدأ ديننا الحنيف بكلمة اقرأ.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw