مقالات

لا إنجاز من دون رؤية

باسل الجاسر

بمناسبة عودة جلسات مجلس الأمة بعد إجازته الصيفية، انطلقت الوعود بتحقيق الإنجازات الكبرى في دور الانعقاد الجديد من الحكومة والنواب وأحبابهما ولا شك عندي في أن أغلبهم يقول هذا الكلام وهو صادق ومتعشم ان يتحقق شيء لهذا الوطن العزيز ولهذا الشعب الكريم، ولا شك في ان الإنجاز مبتغى أغلب المسؤولين الكبار بالحكومة بما فيهم المتقاعسون عن أداء واجبهم.

بيد أن الإنجازات لا تتحقق بالأماني والنوايا الطيبة، بل إنها تتطلب أول ما تتطلب رؤية محددة الأهداف يعقبها برنامج عمل تنفيذي يأتي من خلال خطة عمل واضحة الخطوط والمسؤوليات ومتابعة مستمرة وحثيثة، على أن يكون هذا في ظل تطبيق حازم لسيادة القانون والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وهذا ما تفتقر إليه الحكومة للأسف الشديد، ومن دونه لن يتحقق شيء لهذا الوطن اللهم إلا اختراق من وزير هنا أو هناك كإنجاز «الكورن فليكس» الذي أنجزته الحكومة في الآونة الأخيرة.

والحقيقة أن غياب الرؤية نتائجه وخيمة على أي مجتمع، فتخيل قارئي الكريم حكومة كل عملها تعيين أو التجديد لقيادي هنا أو هناك والتصدي لمشكلة طرأت هنا أو هناك، وحضور اجتماعات واستقبال الوفود وما شابه من أعمال تنفيذية فقط لا غير، لذلك نجد حكومتنا تفشل في تحقيق ما تريد وتعلن عنه، فها هي طرحت موضوع تجديد طائرات «الكويتية» وتخصيص المؤسسة، لكنها لغاية اليوم وهي من فشل إلى تخبط، وها هي تذكرت مسألة إشراك القطاع الخاص فجأة فقررت بيع ملكياتها في 3 شركات هي من أنجح الشركات التي تمتلك الحكومة حصص فيها، فكان حتى طريقة إعلان الخبر بحد ذاته تخبطا أذى ملاك الأسهم في هذه الشركات، وثالثة الأثافي عندما تدهورت أسعار النفط مؤخرا وبدلا من أن تعلن خططها البديلة، وأنها على أتم الاستعداد لمواجهة الخطر وجدناها تصدر بيانات التطمين وأن الكويت لن تتأثر بهذا الهبوط.

ليس لأنها على وشك وقف تصدير نفطها الخام لأنها ستصدره مشتقات، وإنما لأن السعر لايزال فوق تقديره بالميزانية العامة للدولة، ولعل ما يثير الحنق ويفقدنا الأمل بصحوة حكومية متأخرة، هو أن هذه الحكومة وبكل سوء أدائها وفشلها في تحقيق تعهداتها، وآخرها إعلانها فشل خطة عملها التي قدمتها العام الماضي خلال إجازة المجلس الصيفية هو ما تحظى به من دعم لم نر له مثيلا في تاريخ الكويت السياسي، من قبل نواب الأمة الذين لم نر منهم أي موقف أو مساءلة أو أي تحرك لتقويم تخبطات الحكومة وإخفاقاتها..؟ لذلك فإنني لن أتمنى ولن أتعشم بمستقبل أفضل لوطني مادام استمر وجود هذه الحكومة وهذا المجلس.. فهل من مدكر؟

baselaljaser@hotmail.com

baselaljaser@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.