من طيب أفعالكم!
صالح الغنام
لو أحصينا جميع ما تعرض له المجلس الحالي من انتقادات, ووضعناها كلها في سلة واحدة, لبدت السلة كالريشة قياسا بما تعرض له أي مجلس سابق من نقد وتقريع, وسلخ وتقطيع. نقول هذا, رغم أن المجالس السابقة, كانت تحظى بشعبية مقبولة نسبيا, وكان لها من المؤيدين, بقدر ما لها من معارضين – وربما أكثر – بينما المجلس الحالي, يكاد يكون فاقد الشعبية, إلى درجة أن أغلب المستفيدين منه, يستحون من المجاهرة في مديحه والثناء عليه. ومع ذلك, فقد كان معظم نواب المجالس السابقة, ينتفضون بالذود عن سمعة مجالسهم, ليس بممارسة البلطجة وتسخير الأُجراء في “تويتر” لمهاجمة منتقديهم, وإنما بتسجيل مواقف مشهودة تبيض صفحة مجلسهم, وتصحح انحراف مساره!
كلامنا اليوم, موجه الى جميع النواب, للقلة الذين كنا نميزهم ونستثنيهم من نقدنا, وللأغلبية المشغولة حاليا – بناء على أوامر حكومية – بتشكيل جبهة معارضة شرسة, لن تبقي ولن تذر. ولهؤلاء جميعا نقول: ما أنتم فاعلون إزاء ما نشرته “السياسة” أمس, من شبهات وتلاعب وتجاوز في لجنة تحقيق برلمانية, كان يفترض بها العدل والحياد وتقصي الحقائق, وإذا برئيسها يستخدم اللجنة كمخلب يخربش به خصومه – أو خصوم من أولاه أمر اللجنة – ويجير تقرير اللجنة بما يتماشى مع مصالحه? وماذا أنتم فاعلون تجاه ما نشرته الزميلة “الجريدة” أمس, من طي صفحة سحب جنسية نائب متهم بازدواج الجنسية – وفقا للخبر – بعد أن “طاح الحطب” بينه وبين وزير الداخلية?
هاه… هل ستفعلون شيئا, أم ستراعون – كما في كل مرة – خواطر من هم وراء هؤلاء النواب? هل ستدب فيكم الحمية, وتطالبون بمحاسبة رئيس لجنة التحقيق, الذي أساء بفعله إلى المؤسسة التشريعية, ولطخ سمعة لجانها بالتراب? هل ستتحركون لتعديل اللائحة بإضافة مواد تأديبية, وعقوبات رادعة وصارمة بحق المسيئين والمتجاوزين والمسربين والمستغلين لعضويتهم في اللجان عموما, ولجان التحقيق خصوصا, أم أن تعديل اللائحة سيقتصر على إعفاء جريدة المجلس وقناته من الرقابة? في ما يتعلق ب¯ “الحطب الذي طاح” بين الوزير والنائب, هل ستقبلون وأنتم من انتخبتكم الأمة لتشريع القوانين ومراقبة تطبيقها, أن يتم تجميد القوانين, فقط حتى لا يؤثر تطبيقها على شكل افتتاح المجلس?
تتساءلون, لماذا يبغضنا الناس, وما سر سخطهم علينا, ولماذا انحدرت شعبية المجلس إلى ما دون خط الصفر? الجواب: من طيب أفعالكم!
salehpen@hotmail.com