احذروهم فهم العدو!
استعصت مصر القوية على تحقيق حلم أردوغان وجماعة البنا حسن في احياء دولتهم، دولة خلافة ماتت، وأصبحت عظامها رميم، وعجزت جميع مخططاتهم عن اقامة دولة اسلامية تكون مصر احدى ولاياتها، وكانت هي الشاطئ الذي تفتّت عليه ذلك الحلم فأسرّوها لها، وصاروا بين فترة وأخرى يخطفون من أرواح جنودها ما تيسر لهم في تفجيرات ارهابية واطية خسيسة، أو في تربصات خائنة دنيئة، على أمل ان يعود مرسي للحكم، فيتوقف ما يجري في سيناء حالا،
كما سبق وان قال البلطاجي عفوا البلتاجي، أحد قياداتهم العليا.سقوط مصر في يد الاخوان كان سيؤدي حتما وبالتبعية الى ان تلحقها دول الخليج خاصة الكويت، التي حرص الاخوان فيها طوال سنوات على ملء البلد بآلاف مؤلفة من الاخوان من مصر وغيرهم وزرعهم في كافة مواقع العمل، وفضلوهم على الكويتيين في الوزارات والمؤسسات التي يسيطرون عليها بشكل كامل، وهي أماكن لم تعد خافية على أحد.هؤلاء الموظفون من جماعة الاخوان الذين وجدوا في الكويت المأوى والكنز الذي لا يفنى، يعتبرون قوة نائمة تنتظر الوقت المناسب للنزول ومد يد العون،
والمساعدة في قمع أي ثورة شعبية تقف في وجه الاخوان الذين لا يمانعون في الحاق الكويت بدولة الجماعة كاحدى ولاياتها، وحسنو النية فقط هم من يظنون بأن هؤلاء ليسوا الجنود المجهولين للاخوان. تنظيم الاخوان المسلمين وضع نصب عينيه هدفا واحدا ساميا هو انشاء دولة الخلافة، والمنتمون للتنظيم الذين تربوا على تعاليمه،
وتشبعوا بارشاداته، مقتنعون تماما بتلك الفكرة وذلك الهدف، ولذلك لا نشتري بفلس الكلام الذي يخرج بين حين وآخر بان الاخوان متمسكون بنظامهم الحاكم، لا يريدون عنهم بديلا. هؤلاء الناس يتعاملون بنظام التقية واتمسكن لحد ما تتمكن، وقد شاهدنا موقفهم وسمعنا كلامهم أثناء هوجة ما سمي بالربيع العربي، وعندي حادثة بسيطة تثبت ان الروابط التي تربط أعضاء التنظيم ببعضهم أعظم وأشد من الروابط التي تربط بين أبناء الوطن الواحد، ففي احدى السنوات ذهب شاب كويتي لأحد معاقل الاخوان المسلمين طلبا لوظيفة بعد الظهر تسند راتبه، ولاغلاق الباب أمامه قال المسؤول الاخونجي بأن الوظيفة المتوفرة هي وظيفة طباع، وهو ككويتي مؤكد أنه لا يريدها. رد عليه الشاب بأنه ما تقدم الا لهذه الوظيفة بالذات لأنه حاصل على شهادة في الطباعة، فما كان منه الا التحجج بعدم وجود مكاتب فارغة،
وبالتالي لا يستطيع قبول أي موظف في ذلك الوقت. الغريب أنه لم يمر بضعة أيام الا وكان قد عيّن أربعة طباعين اخوان من جنسية عربية، ولم تتوقف تعيينات الاخوان حتى يومنا هذا، فتورمت الكويت بهم، وكبارنا آخر شخير. الاخوان لم يرموا أسلحتهم، وسيكررون محاولات اقامة دولتهم ان لم يكن بأيدي الموجودين الآن فبأيدي الجيل القادم أو الذي يليه، والدولة الغبية هي من تربيهم الى ان يأتي يوم ويبلعوها.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw