ثورة الحسين «ع».. وخدمة الاستكبار
حمد صالح القطان
«ان لقتل الحسين عليه السلام حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا «قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله تلك العبارة وهو اعلم الخلق روحي له الفداء.
لم يطمح الإمام الحسين عليه السلام بثورته العظيمة ضد الظلم والجور بمنصب أو جاه أو مال بل من أجل اقامة دولة اسلامية كما كانت بعهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وبما انزله الله سبحانه وتعالى على الرسول الاكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- حيث قال -عليه السلام-: {إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي}، وان تلك الثورة العظيمة المباركة جاءت تحمي حقوق الناس وتنصر المستضعفين من جميع المذاهب والاديان ولم تأت لفئة او طائفة سواء غيرها، وهذا مناف لاهداف الثورة الحسينية، لذلك حملت الثورة شواهد مختلفة منها وجود النصراني والتاجر والفقير والخادم والشاب والطفل وكبير السن والنساء، فهي ثورة ذات معان اسلامية محمدية متكاملة للانسانية جمعاء لا خلاف عليها ابدا، تعطي الوعي الاسلامي من كل النواحي للجميع،
اعترف الغرب وفي اكثر من مرة بان تجريد المسلمين من الاسلام يأتي من خلال ابتعادهم عن مرتكزاتهم وقدواتهم وعلمائهم، فمن يريد ان يسيطر على المسلمين يجب عليه ان يقلل من اهمية وتأثير تلك المرتكزات عليهم، فمن هنا حاول الاستكبار العالمي من عشرات السنين ان يقوم بتشويه الكثير من تلك المرتكزات كالقرآن الكريم والسنة النبوية وكتب العلماء والمفكرين وايضا بمبادئ الاسلام، ومن بين تلك المرتكزات المهمه والمؤثرة على المسلمين جميعا هي مرتكزة عاشوراء ومحاربة الظلم وعدم الذل، فلذلك يحاولون الى يومنا هذا تشويه تلك المرتكزة الاسلامية الحسينية من خلال افعال وتصرفات يراها المغفلون شعائر يمارسونها في عاشوراء لينتفر منها المحب قبل الكل، وبتلك التصرفات والتشويه يتحقق هدف الاستكبار الظالم بتوهين وتضعيف مرتكزة اساسية ومهمه ضحى من اجلها سبط النبي الاكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- الحسين بن علي -عليهما السلام-، ومن بين تلك التصرفات غير العقلانية التشبيه بالكلاب وربط الاعناق او الثيران وضرب الجدران او الزحف كالزواحف والعياذ بالله او غيرها من ضرب السيوف والخناجر، فهي للاسف اصبحت تضعف وتشوه الهدف السامي الحسيني لعاشوراء وكيف ان هذا الهدف يحقق الكرامة والنصر وعدم الذل بعكس ما يقوم به البعض من تصرفات ابي الحسين -عليه السلام- الا ان يسمو بكرامة اصحابها، وللاسف فان تلك الفئة تحارب كل من يقف بوجه تلك التصرفات غير العقلانية التي تقوم بفترة التعزية بعاشوراء الحسين -عليه السلام-.
نسأل انفسنا هذه الفتنة لصالح من؟، ومن يشعلها؟ – الجواب واضح التكفيريين من كلا الطرفين السني والشيعي، كما يوجد داعش في السنة يوجد داعش للشيعة، اما لصالح من فهي لصالح الاستكبار الظالم الصهيوني الذي يريد اضعافنا بالعملاء او السذج منا فكلاهما يفي بالغرض، فلذلك يجب علينا نحن كمسلمين ان نعرف عدونا الداخلي والخارجي وان نوحد صفوفنا لمقابلتهم، فتماديهم على الاسلام اتى نتيجة لأمرين: عدم تصدينا لهم أولاً وضعف في ثقافة الكثيرين منا للاسف ثانيا، ولاصلاح ذلك نحتاج الى ثلاثة امور: 1- التصدي لهم بكل طاقتنا وعلمائنا 2- ان نعمل على زيادة وعي وثقافة المجتمع والبدء بأنفسنا ومن حولنا 3- ان الوحدة الاسلامية ونبذ التطرف لهما دور كبير في محاربة هذا الفكر الخوارجي بل واسقاطه.