الشهداء.. إلى متى؟
حسن الهداد
من منا يتذكر أسرانا الشهداء الذين مازال رفاتهم الطاهر في مقابر العراق الجماعية؟ أين فريق البحث عن الأسرى الشهداء عن هذه القضية الإنسانية؟ أهالي الأسرى الشهداء يتساءلون عن الأسباب التي حالت دون جلب رفات شهدائهم إلى أرض الوطن منذ جلب آخر رفات شهيد في عام 2006.
هل هناك أسرار وخفايا لا نعلمها في قضية جلب ما تبقى من رفات الأسرى الشهداء؟ سؤالي أوجهه إلى وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بما أن منصبه مرتبط بمنصب رئيس فريق البحث عن الأسرى والمفقودين.. ما الأسباب الحقيقية وراء توقف جلب رفات 369 شهيدا لأكثر من ثماني سنوات؟
وهل صحيح أن فريق البحث دفعت ملايين الدولارات للحصول على معلومات عن مواقع المقابر الجماعية التي تضم رفات الشهداء، إلا أن كل المعلومات التي تم شراؤها تبين فيما بعد أنها غير صحيحة ولم تدل على رفات شهيد كويتي واحد؟ يعني بالعربي، الملايين «طارت هباء منثورا يا معالي الوزير»، أليس هذا الأمر بحاجة إلى «نفضة»؟
الأسئلة بشأن هذا الموضع ليس لها حدود إلا بإنهاء المأساة التي يتجرع مرارتها ذوو الشهداء، بعد تجاهل هذه القضية الإنسانية من نوابنا وحكومتنا لا بد أن نسلط الضوء عليها حتى لا ينطفئ أمل أصحاب القضية، حسب معلوماتي أود أن أجيب عن السؤال الذي طرحته على الوزير بشأن صرف الملايين مقابل معلومات عن مواقع رفات الشهداء، والتي انتهت بخيبة الأمل
نعم هناك مبالغ تم صرفها من قبل فريق البحث عن الأسرى والمفقودين مقابل معلومات عن مواقع يفترض أنها تضم رفاتهم ولكن جميع المعلومات التي حصلوا عليها غير صحيحة ولم تدل على مواقع رفات الشهداء منذ عام 2006.
مادام فريق البحث عن الأسرى والشهداء غير قادر على التوصل لمعلومات تدل على مواقع رفات شهدائنا، فلماذا استمرارهم في عملهم؟ أليس الأولى استبدالهم بفريق آخر يملك خبرة أكثر من تحركاتهم سواء من الكويتيين أو الاستعانة بفرق دولية لديها خبرة في هذا المجال؟ لأن بقاء فريق البحث الكويتي بات لا جدوى منه، فأصبح مجرد صرف رواتب ومهمات مقابل مال، والنتيجة، لا شيء لا جديد لا رفات، ويبقى الرفات الطاهر مدفونا خارج حدودنا.
للأسف الأعذار غير مبررة ولا ترتقي إلى حجم هذه القضية الإنسانية، فكنتم تقولون «إن الأوضاع الأمنية في العراق لا تسمح بإعادة رفات الشهداء، وبعدما استقرت الأوضاع في العراق، خرجتم لنا بحجة جديدة ليس لها رأس، وهي بمنزلة لغز بأن المعلومات غير كافية، مادامت المعلومات غير كافية لمدة ثمانب سنوات، أليس من واجبكم الوطني ترك مهمتكم وتسليمها لفريق آخر قادر على استكمال المهمة لتحقيق رغبة الأهالي بدلا من رمي أعذار تبريرها أقبح من ذنب، ولا تليق بمعاناة أهالي الشهداء؟».
والسؤال الأهم: لماذا لم تستمروا في بحثكم عن رفات الشهداء في المقابر التي سبق ان جلبتم منها رفات شهداء الكويت في مقابر «السماوة وكربلاء والرمادي والعمارة»؟ ورئيس جمعية أهالي الأسرى والشهداء الأخ فايز العنزي أكد مرارا عن وجود رفات شهدائنا في هذه المقابر، وطلب من فريق البحث العودة والبحث في هذه المقابر ولكن لا حياة لمن تنادي، وتم تجاهل مطلبه، والأمر الآخر أن فريق البحث لم ينته من البحث في هذه المقابر وتوقف عن البحث بها منذ ثماني سنوات تقريبا.
يا أبا خالد.. نعلم جيدا مدى اهتمامك بتلك القضية الإنسانية وجهودك الماضية عندما كنت رئيسا لفريق البحث أشهر من أن تذكر، وأثمرت آنذاك جلب كوكبة من رفات شهداء الكويت إلى أرض الوطن. ومن هذا المقال أتوجه إليك ناقلا رسالة أهالي الشهداء، راجين منك التدخل السريع، ووقفتك المعهودة بوجه الفوضى التي جعلت قضية الكويت الأولى ترجع لذيل قائمة الأولويات حتى فقدت بريقها دوليا. ياليت يا معالي الوزير أن تتخيل أن شهيد الكويت هو من يخاطبكم من العراق وليس أنا.