محمد الصباح: الحرب الدولية ضد “داعش” غير واضحة الملامح
قال عضو مجلس امناء مركز اكسفورد للدراسات الاسلامية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ان الاوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط تشهد تعقدا وغموضا وان الحرب الدولية ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في العراق وسوريا غير واضحة الملامح.
واوضح الشيخ الدكتور محمد الصباح خلال مشاركته هنا في ندوة بعنوان (الأبعاد الاستراتيجية لأمن الخليج) ان الأحداث في المنطقة العربية تتسارع وتتعقد حيث شهد العالم كيف تحول تنظيم الدولة الاسلامية خلال ثمانية اشهر فقط من مجرد “فريق جامعي صغير لكرة السلة” الى تنظيم يهدد الامن والسلم العالميين وفق تقييم مجلس الامن الدولي.
واشار الى ان المنطقة باتت تحصي كل 15 ثانية لاجئا سوريا جديدا حتى وصل عددهم الإجمالي الى 2ر9 مليون لاجئ من مجموع 4ر22 مليون مواطن سوري معتبرا ان “العالم وقف عاجزا عن تقديم حل ولم يحرك ساكنا”.
واضاف الشيخ محمد ان “بعض دول الخليج العربي يتعين عليها بذل المزيد من الجهود في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) مع دحض الاتهامات الموجهة ضدها بتمويل ومساعدة العدو”.
وذكر انه “في وقت كانت فيه الولايات المتحدة في حاجة ماسة لمشاركة العرب في الحرب ضد (داعش) كان لدى رئيس الوزراء العراقي وجهة نظر اخرى بالنسبة لمشاركة العرب في تلك الحرب”.
واضاف ان تركيا التي تعتبر عضوا في حلف شمال الاطلسي (ناتو) انتقدت لسماحها بعبور المقاتلين الاجانب حدودها الى سوريا بينما يرفض حلفاء اخرين لها في الناتو مثل بريطانيا وبلجيكا والدنمارك المشاركة في العمليات العسكرية ضد (داعش) خارج حدود العراق.
وتساءل الشيخ محمد الصباح قائلا “الم تكن سوريا هي من وفرت الدعم المادي ل (قاعدة) أبو مصعب الزرقاوي في العراق ولكل الحركات في العراق منذ عام 2003 وحتى اليوم .. الم يؤكد الرئيس الفرنسي امس العلاقة بين النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية”.
ومضى يقول انه من المفارقات الكبيرة ان يكون نظام بشار الاسد المستفيد الاول من الضربات العسكرية الدولية ضد (داعش) برغم تساويهما في الوحشية ضد المدنيين الابرياء وبرغم اصرار التحالف الدولي على ان النظام السوري لم يعد شرعيا وعليه ان يرحل.
ورأى ان “مصالح بشار الاسد مع مؤيديه واي عمل غير مقصود من جانب التحالف الدولي والذي سيساعد النظام السوري سيكون له تأثير سلبي على الازمة الاوكرانية ومفاوضات مجموعة (5+1) حول الملف النووي الايراني”.
واكد الشيخ محمد الصباح ان ثمة العديد من الأسئلة الكثيرة والملحة التي يطرحها الشارع العربي ومثقفيه حول أهداف الحرب الحالية هل هدفها القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية ام اضعافه او احتواؤه وما هو الهدف الاستراتيجي من الحرب وماذا بعدها.
وقال انه “حتى نكون منصفين فإن الرئيس اوباما اعترف مؤخرا بالمتناقضات في ارض التناقضات ضمن وضعية جدا متناقضة” مضيفا ان صحيفة (بوسطن غلوب) علقت على الأوضاع بالقول انه “نادرا في تاريخ الأحداث البشرية وان ذهب عدد كبير للحرب بيقين اقل وعدد كبير من الأسئلة التي ليس لديها اجابات”.
من جهة اخرى تطرق الشيخ الدكتور محمد في مداخلاته الى الاخطار الاخرى التي تهدد امن العالم ايضا ولا سيما الامن الاقتصادي خصوصا في ظل المؤشرات الكبيرة التي تظهر عمق الازمة لدى كبرى اقتصادات العالم وفي مقدمتها الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الاوروبي واليابان.
كما تطرق الى ما أسماه بشيوع التهديدات العابرة للأوطان والتي تهدد البشرية جمعاء كالإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والمخدرات والاتجار بالبشر علاوة على الأوبئة والتغيرات المناخية والمجاعة والجفاف خاصة في دول الساحل والقرن الأفريقي التي تعيش بدورها أزمات أمنية خطيرة.