داعش مجرمون وليسوا مسلمين
باسل الجاسر
ما قامت وتقوم به داعش في سورية والعراق من عمليات ذبح وقتل عشوائي للبشر دون تمييز بينهم سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يزيديين، سنة أو شيعة، عربا أو أكرادا، رجالا أو نساء، شيوخا أو أطفالا، فهم يستبيحون ويستهدفون النفس البشرية التي كرمها رب العزة عندما قال في محكم تنزيله (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء، المولى يكرم بني آدم ولم يقل المسلمين أو المؤمنين وإنما هي مفتوحة لكل بني آدم، وهؤلاء المتوحشون طاحوا بالخلق قتلا واستعبادا وإذلالا.
ومن أقذر وأفظع جرائمهم مؤخرا كانت عمليات ذبح وقتل المئات من عشيرة البونمر المسلمة السنية بحجة أن رجالها قاوموا التنظيم وقاتلوه، لذلك وبعد سقوط مدينة هيت بأيديهم انطلقوا للبحث عن كل من ينتسب لهذه العشيرة رجالا ونساء وشيوخا ولم يسلم من وحشيتهم حتى الأطفال، وراحوا يجمعونهم بالشوارع وكلما وصلوا إلى 30 أو 40 إنسانا من منتسبي هذه العشيرة قاموا بإعدامهم جماعيا، أما الشباب الذين قاتلوهم فإنهم يقومون بذبحهم كالخراف ولاحول ولا قوة إلا بالله.. متناسين قول العزيز القدير (ولا تزر وازرة وزر أخرى) الزمر، وقوله عز وجل (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) المائدة.
وخرجوا عن أوامر رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم بالرحمة وعدم الغلو في كل أمر ولم يتأسوا بسننه، عندما ظفر بستة آلاف أسير من الكفار بعد فتح مكة قام بإطلاق سراحهم وهم الذين فعلوا به صلى الله عليه وسلم وصحابته الأفاعيل، ولكنه عندما قدر عليهم صفح عنهم وقال وقولته العظيمة «اذهبوا وانتم الطلقاء».
وبعد هذه الفظائع وخروجهم على كل تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة نجد هذا المسخ المسمى «داعش» يرفعون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهي منهم ومن جرائمهم براء، بيد أن ما يثير الدهشة والاستغراب هو ذلك الصمت من قبل المشايخ في الكويت وبعض البلاد الإسلامية وإن انتقدوا هذه الأفعال فإن الانتقاد يأتي على استحياء، لذلك نجد تعاطف بعض شبابنا الذين يذهبون للقتال مع هؤلاء المجرمين تحت عنوان «الجهاد» ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ولإنقاذ سمعة وصورة ديننا ولحماية شبابنا يجب على وزارة الأوقاف التحرك وبقوة والتنبيه على خطباء المساجد لتسليط الضوء على جرائم داعش وتعارضها مع الإسلام وسماحته والتبرؤ من أفعالهم المشينة وعدم جواز الجهاد مع مثل هذه الفئات الضالة.. فهل من مدكر؟
baselaljaser@hotmail.com
baselaljaser@