مقالات

الكذب على الكويت

لكي يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ولكي تقف عند حد لا تتجاوزه تلك الألسنة والأقلام التي تستقطب كل ما من شأنه الاضرار بالكويت، وتشويه صورتها أمام العالم، على أساس شهد شاهد من أهله، ودنا نعرف إذا كانت الكويت تبقي أطفال البدون جاهلين، غير متعلمين، ولا توافق على دخولهم المدارس، فمن أين يأتي هؤلاء الحاصلون على شهادات جامعية أو شهادات دبلوم لتأتي بعد ذلك المطالبات بإيجاد وظائف لهم في الدولة،

وإذا كانت الكويت لا تعلم البدون فكيف استطاعوا الحصول على وظائف لا يشغلها الا متعلمون بعضها في الحكومة، وبعضها في القطاع الخاص، وإذا كانت الكويت لا تعلم البدون فكيف تمكّن بعضهم من استكمال دراسته العليا خارج البلاد. الكويت التي يصل خيرها إلى أقاصي الأرض لا يمكن أن تكون شحيحة أو مقصرة مع جماعة تقيم على أرضها، إذا لم يكن ذلك من منطلق إسلامي وديني، فمن منطلق احترام أبسط مبادئ الإنسانية وحقوقها، والصندوق الخيري المسؤول عن تعليم البدون الذي يتيح المجال لشرائح عديدة لكي تدخل المدارس وتحصل على التعليم أسطع مثال على ذلك، الصندوق الكويتي هذا يعلّم أبناء الحاملين لبطاقة الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير شرعية، ويعلم أبناء المسجلين في المعلومات المدنية حتى ان كانوا لا يحملون بطاقة من الجهاز المركزي،

ويعلم كل من لديه بلاغ ولادة حتى ان كان لا يحمل شهادة ميلاد، وإذا كان الشخص لا يملك أيا من المستندات أو الأوراق السابقة فان الصندوق يعلم أبناءه بناء على بطاقة الضمان الصحي التي تتضمن رقما مدنيا، الصندوق الكويتي يعلم جميع أبناء البدون الذين يتقاضون راتباً شهرياً من التأمينات الاجتماعية باعتبارهم محاربين قدامى خاضوا حروب 67 و72 وحرب تحرير الكويت شريطة وجود كتب موثقة على تلك المشاركة من وزارتي الداخلية والدفاع، ويعلم أبناء العسكريين الموجودين على رأس عملهم ولديهم هوية عسكرية، ويعلم أبناء الكويتيات الأرامل والمطلقات باعتبارهم أبناء كويتية، فبالله عليكم، من تبقى بعد ذلك كله من أبناء البدون من لا يحصل أبناؤه على التعليم إلا بعض النصابين الطامعين بالجنسية الكويتية ومزاياها، ممن تمكنوا من دخول الكويت بطريقة ما، وادعوا عدم انتمائهم لأي دولة أخرى بعد أن أخفوا اثباتاتهم، تلك الفئة الطارئة على الكويت لا تقدم مستندات يمكن أن تطمئن لها الدولة،

فتمنحهم حقوقا بناء عليها، فهم في تلك الحالة كالحرامي الذي يدخل بيتا لسرقته، وفوق ذلك ينتظر من أهل البيت أن يصرفوا عليه! نحن نعرف أن الكويت عومة، ماكولة مذمومة ولكن ليس إلى هذه الدرجة، والعيب كل العيب أن يصور بعض الكويتيين من جماعة حقوق الإنسان وغيرهم وضع كل البدون في الكويت بالكارثي لأنه لو كان كذلك لما احتمله هؤلاء، ولأخرجوا هوياتهم بدون تأخير، ولاستفادوا بالتالي من جميع التسهيلات التي وفرتها الدولة لمن هم على شاكلتهم، ولكنهم لا يريدون ذلك، ولا يمكن ان يفعلوا لأن عيونهم على الجنسية، وفي سبيلها سوف يظلون بتلك الحال إلى أن تفرج.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.