مقالات

الشين رابض عندنا

الطبيب العربي الذي تسبب في احتراق وعطب جهاز رنين مغناطيسي في أحد المستشفيات قيمته مليون دينار لا يختلف في شيء عن الفلترجي العربي الذي جاء لكي يصلح خرير ماء فوق سطح بيتنا، كلاهما دخلا الكويت لكي يتعلما التحسونة بروس القرعان، فلا من أتلف الجهاز باهظ الثمن صاحب كفاءة، ولا الفلترجي الذي ادعى ان التسرب من السخان ويجب تغييره صاحب كفاءة. أنا، من ناحيتي قضبت الفلترجي العليمي الباب، خاصة بعد ان قلت له ان السخان جديد وعمره سنة، والفاتورة لدي، فرد بثقة شديدة ان عمره عشر سنوات،

وطلبت بدلا منه عامل أدوات صحية هندي الجنسية، اكتشف حالا ان التسرب كان من كوع موصل بأحد بايبات الماء، وكان شبه مكسور، فأصلحه وأخذ دينارين وغادر، فماذا عن وزارة الصحة، وكيف ستتصرف مع طبيبها هذا؟ هل ستتركه مستمرا في عمله، ليخرّب ما يخرب من أجهزة وأدوات ومعدات تكلفنا أموالا، وهو الذي لم يتدرب عليها، هذا اذا كان قد درس الطب من الأساس، أم يسلم ورقة فصله بشماله بعد ان يدفع بيمينه ثمن ما قام بإتلافه.

وبمناسبة ذكر ان بطل الحادثة (طبيب عربي)، ما هذا الاصرار الغريب من بعض وسائل الاعلام على عدم ذكر جنسيات الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم أو الأخطاء الطبية في الكويت، ويكتفي بالقول ان الجاني من جنسية عربية أو من جنسية آسيوية، أو من جنسية خليجية، بينما نعرف ان الجاني كويتي فور ذكر كلمة مواطن. شخص ارتكب جريمة فما الذي يمنع الداخلية ان تقول إنه مصري أو سوري أو عراقي أو سعودي، الى غير ذلك من جنسيات، وهل تظن في ذلك اساءة للبلد التي جاء منها المجرم، وهل تفترض ان جميع المنتسبين لجنسية ما هم من الملائكة. الجرائم تحدث في جميع الدول،

وتلك الدول لا تتردد في ذكر أسماء وجنسيات مرتكبيها، بل وتعرض صورهم على الشاشات وفي الجرائد، فما هي المشكلة في ان نحذو حذوهم، ونفعل مثلهم. الأهم من ذلك كله، ما الفائدة من تلك الاحصاءات التي تملكها وزارة الداخلية عن أكثر الجنسيات ارتكابا للجرائم وعلى رأسها جريمة تهريب المخدرات بكافة أنواعها، دع عنك السرقة وخيانة الأمانة والتزوير، ولماذا لا تستفيد منها في تحجيم دخول تلك الجنسيات للكويت، ولماذا لا نزال نستقبلهم بالآلاف على الرغم مما نراه من انفلات أمني. في الماضي كان هناك حظر على دخول مجموعة جنسيات لعدة أسباب تتعلق بأمن الوطن، وسلامة المجتمع، فلماذا لا تعود الحكومة لانتهاج نفس السياسة، والا شايفين الأمن مستتب بحيث لا نحتاج لفعل ذلك.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.