مقالات

الوطن.. بحاجتنا

حسن الهداد

ما أجمل الحوار مع الذات، والأروع إذا قفز إلى محطات فكرية بلا أدنى قيود، والأهم أن تكون المكاشفة هي الأساس في هذه الساحة النادرة مع النفس، هنا حتما سنجد أفكارنا ترسم لوحة قيمة في ألوانها المختلفة، وهي تكمن في سطور الحقيقة، ولا شيء آخر غير الحقيقة، ركزوا معي على «الحقيقة» واتركوا عنكم الأوهام الدنيوية، حتى نصل إلى بر الأمان.
علينا جميعا كمواطنين بلا استثناء مسؤولية وطنية تحثنا على صياغة سطور من الأسئلة مع أنفسنا كي نفتح بها بوابة الحوار مع الذات بعيدا عن ضجيج فوضى ملذات المصالح الشريرة.

ماذا يعني لنا الوطن؟ هل هو مجرد حظيرة نحلب منها سعادتنا، من مناصب ومناقصات أو كسب أخرى غير شرعية؟، أما أن الوطن يعني لنا الأم التي احتضنت صغارها إلى صدرها لسنوات طويلة حتى منحتهم الأمان والحياة الكريمة، واليوم هي بحاجة إلى بر أبنائها لاسيما في ظل الصراعات الفوضوية المكشوفة؟

إجابتي عن الأسئلة من خلال قراءتي الخاصة للمشهد السياسي، للأسف وأعلنها بألم مواطن يشعر بخوف بالغ على حالة وطن يعاني من سموم الفاسدين، منهم من يرفع راية الإصلاح زيفا، وآخرون مصالحهم هزت عرش الولاء.

إن ممارسات الساحة السياسية مازالت ترسم لنا لوحة تصف لنا أن الكويت مجرد «بقرة حلوب» أو بمعنى آخر، كأنها مؤسسة خاصة، يسعى البعض لإفلاسها بهدف تحقيق رغبة مريضة تتسم بالأنانية والفجور، أما بخصوص سؤالي بأنها كالأم التي تحتضن أبناءها، أعتقد أننا مازلنا نتجاهل مبدأ «بر الأم» الذي له منزلة عالية، وللأسف هذا سلوك نراه أمامنا نحوها، ولو رفض كلامي الكارهون، سأكرر ما قلته، لأن حقيقة ثقافتنا غير صحية نحو ديمومة نعمة الوطن.

هل تعلمون.. ماذا أريد يا أبطال الصراع البيزنطي، وأتمنى قراءة حروفي بتمعن، فقد تلحقكم كلماتي هذه بسفينة الهداية قبل فوات الأوان وتتركون ساحة الكويت لأهلها بأمن وأمان وسلام، أريدكم فقط أن تتحاوروا مع أنفسكم وتتساءلوا، كم بلغتم من العمر؟ وكم ستعيشون في هذه الفانية؟ وما فائدة كنز الثروات غير المشروعة وأنتم في طريقكم إلى حساب الباري عزّ وجلّ؟ ولماذا لا تستبدلون سير خطواتكم من سلم الصراع إلى سلم التعاون من أجل ازدهار البلد؟ فوالله ثم والله، الكويت وأهلها تعبوا من بشاعة المصالح الضيقة، وكأنها مؤسسة خاصة للبعض.

متى تدركون أن الكويت وطن للكويتيين بكل أطيافهم؟ الكويت وثرواتها ليست لأشخاص أو قبائل أو طوائف أو تيارات سياسية حتى يتم العبث بها كما يريد البعض بأساليب مخزية باتت تمارس على الساحة السياسية.

الكويت بلد الجميع، لو تعاملنا مع الكويت على هذا المبدأ فسنحافظ على بلدنا من شر المتربصين خاصة أن المنطقة تمر بمرحلة عصيبة تستوجب منا الحذر ورص الصفوف من أجل حماية الكويت من شرور زعماء الربيع الدموي.

أختم وأنا عاشق لتراب وطني، بسطور واقعية تمنح الدروس والحقيقة، من يريد أن يحافظ على أرضه ما عليه إلا أن يقرأ التاريخ جيدا، ففوضى الصراعات، ماذا كانت نتائجها؟ اذا تريدون معرفة ماذا تصنع الصراعات الفوضوية، فقط عليكم قراءة تاريخ دولة الأندلس.

hassankuw@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.