تساؤلات في ذكرى الدستور

• العمل بصورة دستورية توافقية، لتحديث نصوصه وحسن تطبيقه.

يعد دستور دولة الكويت كأهم إنجاز حضاري للشعب الكويتى تميز به عن باقي دول المنطقة، الا ان هذا الدستور المميز حين قيامه يتطلب بعد مرور 52 سنة من عمره الى وقفة تقييم ومراجعة، أليس هذا الدستور بحاجة الى عملية ترميم بعد ان تصدع جزء من بنيانه نتيجة لعوامل الزمن ومتغيراته؟! وبرأينا، ربما بسبب سوء التطبيق من بعض الأطراف المناط بهم العمل به! ألم ينص الدستور الكويتي على انه يمكن تعديله بعد مرور خمس سنوات من إعلانه في عام 1962، ولكنه ظل جامدا الى يومنا هذا؟ ألم يقل بعض أعضاء المجلس التأسيسي ان هذا الدستور يمثل الحد الأدنى من الديموقراطية؟ ألم يصل معظم الشعب الكويتي والعديد من الفقهاء الدستوريين الى قناعة بان ميكانيكية عمل الدستور الحالي بعد التطبيق العملي خلقت حالة يصعب فيها ايجاد إدارة رشيدة وذات كفاءة على مستوى الحكومة ومجلس الامة، وانعكس ذلك على تعطل وتأخر وتراجع التنمية؟ ألم تجمع أطراف حكومية وبرلمانية وأكاديمية على تعثر التجربة الديموقراطية الكويتية بسبب الهجين الدستوري الخالط بين نظامين، هما النظام البرلماني والنظام الرئاسي؟ ألم تفشل التجارب البرلمانية، نظرا الى سيطرة نموذج الأداء الفردي والبرامج الفردية في الساحة السياسية والانتخابية والبرلمانية، وذلك على حساب الأداء الجماعي، كالبرامج الانتخابية والقوائم الحزبية المقننة؟

قائمة الأسئلة في ذكرى الدستور تطول، فالأمور آلت إلى وضع لا يسر، وفي رأيي المتواضع يمكننا تشبيه الدستور الكويتي بماكينة صممت وصنعت بمهارة لمرحلة زمنية تناسبها – عام 1962 – إلا ان هذه الماكينة بالمصطلح العامي «جيَمت» وضعف أداؤها مع مرور الزمن وتغيّر الأحوال على مستوى الدولة والمجتمع، وبسبب ما جرى من سوء تطبيق لنصوصه وتجاهل لنصوص أخرى وانكشاف عدم ملاءمة نصوص دستورية لمتطلبات المرحلة، الأمر الذي يدعونا – وفاءً لهذا الدستور وواضعيه – إلى المناداة بضرورة إعادة النظر في «الماكينة» من خلال تطويرها وتحديثها Upgrade، وإزالة ما علق بها من إشكاليات عملية، والعمل بصورة دستورية توافقية لتحديث نصوصه وحسن تطبيقه بُغية الارتقاء بالشارع السياسي وتحسين التمثيل والأداء البرلماني، وتطوير منهجية تشكيل وأداء الحكومة وتمكين القضاء من العمل باستقلالية أكثر وتعزيز الحريات العامة.

• برقية تهنئة:

نبارك للاخوة والاخوات في جمعية الإصلاح الاجتماعي ذكرى مرور خمسين عاما على انشاء الجمعية التي تعد من ابرز صروح الكويت في العمل التطوعي والخيري والدعوي والاجتماعي.

محمد الدلال

mohammadaldallal@gmail.com