صحيفة بريطانية: مقاتلو داعش لا يهمهم سوى المال
وقال الحارس المنشق عن تنظيم داعش أبو عبد الله، والمقيم حالياً في مدينة غازي عنتاب التركية المجاورة للحدود السورية، إن قائده لم يشعر بأي ندم لقتله تلك الأسرة السورية، ولم يكن يعتقد أنه يقوم بعمل ينال به رضا الله، بل كان الانضمام لجماعة إرهابية مجرد وظيفة مجزية.
ونقلت الصحيفة عن ذلك الحارس قوله: ” قاموا بصف الأبناء وفقاً لأكبرهم سناً، ثم باشروا بقطع رؤوسهم، وبعد ذلك علقوا رؤوس الصبية على باب المدرسة التي اختبأ بها أفراد الأسرة”.
وكان جمال تاجر مخدرات، ثم قائداً في الجيش السوري الحر، ثم انتقل ليصبح مقاتلاً في صفوف داعش.
وتبدو قصة ذلك الرجل متناقضة مع الإيديولوجيا الدينية، لكن لقاءه مع دايلي تيليغراف، قدم دليلاً إضافياً على أن قادة تنظيم داعش في العراق والشام، ليسوا متدينين كما توحي آلتهم الدعائية.
ويبذل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يبذل جهوداً، متواصلة للقضاء على زعامة داعش، ولكن الآن، تعثرت تلك الجهود جراء نقص المعلومات الاستخباراتية، وباتت ضربات التحالف قليلة الفائدة، ما لم تتم بدعم عمليات برية تنفذها قوات عراقية أو كردية.
وقبل أيام، استهدفت الطائرات الأمريكية ما لا يقل عن هدفين، أولهما قافلة بالقرب من الموصل، الثاني مقر اجتماع عقد في مدينة القائم الحدودية مع سوريا.
وقال متحدث باسم البنتاغون بأنه ما زال من غير المؤكد، أن البغدادي أصيب في تلك الغارة، لكنه مستشاره أبو شجاع قتل فيها.
كما أكدت وزارة الدفاع البريطانية، أن طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية، شاركت لأول مرة، في الهجمات الجوية داخل العراق، حيث أطلقت صاروخ “هيلفاير” على مقاتلين كانوا يزرعون قنابل شمال بغداد.
ويرى محللون أن فقدان “الخليفة” إبراهيم، كما يسميه أتباعه، سيكون ضربة معنوية، ولكن بنية داعش القيادية ستنجو، إذ وزع البغدادي الصلاحيات على دائرة صغرى من “الوزراء” من معتنقي الفكر الجهادي.
لكن جزءاً كبيراً من العمليات القتالية يديرها محاربون ينتمون لعدة خلفيات وبيئات ثقافية، وبعضهم يملك ماض مريب، كصدام جمال الذي كان تاجراً للمخدرات، كما ذكر أبو عبد الله، وعندما بدأت الأزمة السورية جمع الأموال من قبل ممولي الحرب، وأصبح في نهاية الأمر قائداً كبيراً في الجيش السوري الحر.
وذكر أبو عبد الله أن جمال، بعد انضمامه لداعش، حذا حذو” أمراء” أو زعماء آخرين لداعش، ممن حكموا الأرض بالعنف والابتزاز والنفاق، مضيفاً أنهم “يخطفون ويقومون بعمليات قتل وترويع للناس، ولا يجدون غضاضة في تدمير مبنى اختبأت فيه نساء وأطفال، لمجرد قتل شخص واحد”.
وأوضح أن الحرب تتسم في المناطق الخاضعة لسيطرة قوى المعارضة في سوريا بتبديل الولاءات، إذ ينضم متمردون وينشقون عن مجموعات مسلحة إسلامية وعلمانية، تبعاً لمن يتلقى الدعم المالي الأفضل، وفي هذا السياق كان تنظيم داعش مختلفاً.
وأكد أبو عبد الله أن جمال يشغل حالياً المرتبة الثانية في قيادة الشؤون العسكرية شرق سوريا، بعد أن كان حتى العام الماضي، قائداً في المجلس العسكري الأعلى، والذي أشرف على التنسيق بين المجموعات المقاتلة التي تتلقى الأموال والأسلحة من الحلفاء الغربيين، بدعم من الاستخبارات الأمريكية.
لكن المجموعة التي قادها “لواء الله أكبر”، كانت فرعاً من تنظيم “أحفاد الرسول”، وهو تنظيم مدعوم من الغرب انشق عن داعش العام الماضي.
وأغار مقاتلو داعش على قاعدته في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، بالقرب من الحدود العراقية، وقضوا على تنظيمه وأجبروه على الهروب .
وأضاف أبو عبد الله أن “تنظيم داعش فجر بيت جمال، وقتل أحد إخوته، واختطف آخر ثم قتله أيضاً، وبعد ذلك اختفى جمال، لكن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عاد للظهور في شريط مصور، معلناً ولاءه لداعش، وواصفاً مقاتلي الجيش السوري الحر بأنهم كفار”.
وبحلول شهر أبريل (نيسان) الماضي، قاد جمال هجوماً جديداً لداعش على مدينته البوكمال، فاستولى عليها وأعلنها جزءاً من دولة داعش”.
واكتسب سطوة كبيرة، خلال الأشهر اللاحقة، فانقلب على قبيلته، الشعيطات، التي ثارت ضد داعش، وقتل ٧٠٠ من رجالها وفتيتها، وكان الصبية الثلاث الذين أشرف جمال على قطع رؤوسهم أفراداً من نفس القبيلة.
ولم يعد أبو عبد الله قادراً على تحمل وحشية قائده، لذا قرر مع حارسين آخرين الفرار، وكان 4 أشخاص لقوا مصرعهم بعد كشفت نواياهم.
ويختم أبو عبد الله بالتأكيد “أن هناك من يعتقدون بأن القتل والجلد هو السبيل الأفضل لنشر الإسلام، لكن بالنسبة لجمال لا يهم نشر الإسلام، بل إن كل ما يهم هو اكتساب مزيد من القوة والسلطة، ولو ظهر الآن تنظيم أقوى لانضم إليه، ويضم داعش عدداً كبيراً من المقاتلين من أمثال هذا الرجل”.