صدقوني أنتم السبب
(جهود مستمرة لملاحقة متعاطي المخدرات ومروجيها وتقديمهم الى العدالة حماية للمجتمع) عنوان ضخم في احدى الجرائد مصدره الادارة العامة لمكافحة المخدرات، وهي جهود مشكورة والمجتمع بالفعل يجب حمايته، ولكن من في الدولة من الأساس حمى هؤلاء المتعاطين من أبنائنا قبل ان يقعوا في تلك الحفرة المظلمة؟! من منهم بذل من الجهود أضناها ومن السبل أكثرها فعالية وتأثيرا من أجل ان يوفر كامل الظروف التي تقلص دخول تلك الآفة الملعونة للكويت، فلا يموت منها من يموت،
ويسجن بسببها من يسجن، ويضيع بفعلها من يضيع؟! الحكومة من خلال وزارة الداخلية تحاسب هؤلاء الشباب وتلاحقهم وتسجنهم، فهل حاسبتم قبلهم يا حكومة المتسببين في ذلك وما أكثرهم؟! هل علّقتم المروجين الكبار – مواطنين ووافدين – على المشانق لكي يخاف غيرهم ويمتنع عن تهريب المخدرات للبلد بدلا من تركهم ماكلين شاربين نايمين في السجن، وعصاباتهم شغّالة في الخارج؟ هل حاسبتم من لم يقوموا بواجبهم الذي أؤتمنوا عليه تجاه هؤلاء الضحايا وأسرهم التي تأثرت بذلك؟ هل أخضعتم للمساءلة من أمسكوا بهيئة عليا مهمتها علاج هذا الملف البالغ الأهمية، ففرّطوا في مسؤوليتهم، والتفتوا يبعثرون أموال الهيئة،
ويكومون أكياسا وزكائب عساها زقوم ببطونهم؟ هل تعتقدون أنكم بتلك الملاحقة، وملئكم السجون بهؤلاء الضحايا (جبتوا الديب من ديلو) وانتصرتم وانتهى الموضوع؟ ألم يحزنكم موت الشباب الذين ألقاهم حظهم العاثر بين براثن تلك السموم والا بتقولون صخرة وزلت عن درب المسلمين.خذوها مني ومن الجميع، أنتم يا حكومة المشكلة، فأنتم مقصّرون،
وأنتم السبب الرئيس في ضياع شبابنا، فقوانينكم وتشريعاتكم عاجزة عن حمايتهم، وحفظهم مما يراد بهم، بدءا من الغائكم التجنيد ليتوزع الشباب بعدها بين المخدّر، وبين ضياع الهوية، وبين السخافة والهيافة الا من رحم الله، انتهاء بعدم اعدام تجار المخدرات وتركهم في (مغثتنا) مستمرون.لا تقولوا لنا انها مشكلة عالمية لأنها حتى لو كانت كذلك فالدولة القوية تستطيع ان تبقي السيطرة في يدها، ولكنكم تركتم البلد سداح مداح، الداخل اليها أكثر من الخارج منها، وملأتوها بتجار ومهربي المخدرات بفتحكم باب العمل على مصراعيه بلا ضوابط، والنتيجة هذا الذي نراه كل يوم، وبلا انقطاع، تقبضون على عصابات وأفراد منغمسين في ذلك، وهم ما اكتسبوا تلك الجرأة الشديدة الا لأنهم مستفيدون، أحرارا كانوا أم مسجونين.
قضية المخدرات قضية محزنة ومقلقة وكلنا يعرف ان ادمان شخص واحد سوف يتبعه ادمان عشرات ومئات وآلاف الشباب، ولدي فكرة بسيطة لعلها تنفع، وتتضمن اصدار قانون بوضع شاشات اعلانية في الأماكن التي يقصدها الشباب كالأسواق والمولات والمقاهي والمطاعم وغيرها يعرض عليها باستمرار وبتكرار دائم أفلام وعروض ومواد تتعلق بتلك الآفة، وتأثيراتها ونتائج التعامل معها، واذا كان ذلك صعبا عليكم فأصدروا القانون، وأهل الخير والمتطوعون المخلصون سوف يقومون باللازم.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw