الاكتئاب والإحساس بالذنب في الطفولة يغير تركيبة الدماغ
قالت نتائج دراسة جديدة نُشرَت في مجلة جاما لطب الأطفال أن الإحساس بالذنب واكتئاب الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة يؤدي إلى تغيرات في منطقة بالدماغ مسؤولة عن العاطفة والوعي الذاتي والإدراك، وأن هذه العلامات التشريحية تؤدي إلى انكماش يمكن أن يساعد على التنبؤ بمخاطر الاكتئاب في المستقبل.
أجرى الدراسة فريق بحث بقيادة البروفيسور أندرو بيلدن الأستاذ المساعد للطب النفسي في جامعة واشنطن. وشارك في الدراسة 306 طفلاً لمدة 3سنوات، أعمارهم بين 3و6 سنوات في بداية الدراسة، خضعوا لتقييم للاكتئاب، ثم تم إجراء مسح بالرنين المغناطيسي لهم كل 18 شهراً خلال المرحلة العمرية من 6 إلى 12 عاماً.
تم تشخيص 47 حالة اكتئاب بين الأطفال المشاركين خلال سنوات ما قبل الدراسة، وتأكد وجود 82 حالة اكتئاب بينهم فيما بعد. وكان 55 بالمائة من الذين يعانون من الاكتئاب لديهم علامات الذنب المرضية، في حين أن 20 بالمائة من المكتئبين كان لديهم شعور مفرط بالذنب.
وقال الباحثون إن علامات الذنب المرضية يمكن أن تكون أحد أعراض الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى، مثل الوسواس القهري والقلق والاضطراب ثنائي القطب.
ولشرح مثال عن الإحساس بالذنب قال الباحثون إن الطفل عندما يمر بجوار مصباح مكسور في الغرفة يعتذر عن الخطأ على الرغم من أنه لم يكسره، ويظل يعتذر ويشعر بمشاعر سلبية على الرغم من عدم مسؤوليته.
وجد الباحثون أن بنية الدماغ تكون أصغر لدى الأطفال الذين يتم تشخيص علامات الذنب المرضية لديهم.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب والشعور بالذنب يحدث لديهم انكماش في مناطق بالدماغ، وأن هذا الانكماش يستمر لفترة أطول مع استمرار الاكتئاب المزمن في مرحلة لاحقة من الحياة.
وكانت دراسة سابقة من جامعة واشنطن بينت أن الأطفال الذين يعانون الاكتئاب في مرحلة ما قبل المدرسة يكونون أكثر عرضة للاكتئاب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة بمقدار 2.5ضعف مقارنة بزملائهم.