عربي و دولي

مصر تتوعد “داعش”: إذا اقترب شبراً واحداً ستكون “مقبرته”

وصف مصدر سيادى مسئول ما قاله زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادى بأن «المد الداعشى سيصل إلى مصر قريباً» بأنه «كلام مجانين ومن شخص معتوه لا يدرك قوة مصر شعباً وجيشاً»، مضيفاً: لو اقترب «داعش» شبراً واحداً من الحدود المصرية ستكون نهايته إلى الأبد، وستكون مصر مقبرة له ولعناصره الإرهابية.

وأكد المصدر  أن مصر دولة متماسكة وليست طائفية حتى يستغلها التنظيم فى الوجود أو الانتشار، وأن ما يقوله «البغدادى» جاء بعد نجاح الجيش والشرطة المصرية فى القضاء على 95% من البؤر الإرهابية والتكفيرية فى سيناء وغيرها من مناطق مصر، مشيراً إلى أن المخابرات المصرية واعية تماماً لتحركات هذا التنظيم الإرهابى، وستجهض أى محاولة للاقتراب من الحدود المصرية، لافتاً كذلك إلى أن القوات المسلحة والشرطة تمكنت على مدار الشهور القليلة الماضية من قتل والقبض على أكثر من 50 عنصراً إرهابياً بسيناء وبعض المحافظات كانوا على تواصل مباشر مع «داعش».

وتابع: محاولة «أنصار بيت المقدس» إعلان سيناء ولاية تابعة لـ«داعش» هى محاولة للظهور والتظاهر بالوجود فى مصر، خصوصاً بعد القضاء على غالبية عناصر تلك الجماعة الإرهابية، التى لم يتبق منها سوى 15% فقط يحاولون الخروج من سيناء، ولكن قوات الأمن ترصدهم وتطاردهم باستمرار للقضاء عليهم نهائياً. كان زعيم تنظيم «داعش» الإرهابى، أبوبكر البغدادى، قد قال فى تسجيل صوتى بثه إلى عناصره: «أبشركم قريباً بإعلان تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان مصر والحرمين وليبيا واليمن والجزائر، ونبايع من بايعنا فى تلك البلدان، وعلى كل منهم السمع والطاعة لوليه المكلف»، مضيفاً: «على المؤمنين أن يعلموا أن الجهاد أفضل الأعمال إلى الله، وجنودنا يقاتلون طاعة لله وقرباً له سبحانه وتعالى، وإنهم منصورون ولو بقى منهم رجل واحد لن يتركوا القتال». وتابع أنه «رغم الحملة الصليبية الشرسة ضد جنودنا إلا أنها لم تزدهم إلا تمسكاً بمنهجهم والثبات والإصرار»، قائلاً: «الحملة على جنودنا هى الأفشل والأخيب، وأمريكا وعملاؤها يخافون من عودة الخلافة الإسلامية وعودة المسلمين، فهذه الحملة ما هى إلا مسرحية إعلامية، فهم عاجزون عن إرسال قوات برية لنزال المجاهدين، وعجزوا عن حربنا بالوكالة وعما قريب سيضطرون للنزول على الأرض وإرسال قواتهم إلى حتفها ودمارها بإذن الله، ولن تصمد جنودهم فى وجه جنود الدولة الإسلامية، فاطمئنوا أيها المسلمون وأبشروا، زحفنا مستمر ولا تصدقوا الإعلام الكاذب وادعاءاتهم، اطمئنوا فإن دولتكم بخير وستظل تمتد ولو كره الكافرون».

من جهته، أدان الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، فى تصريحات صحفية أمس، ما جاء فى التسجيل الصوتى لـ«البغدادى» الذى هدد فيه باستمرار «زحف» تنظيمه الإرهابى إلى مصر ودول أخرى، وشدد «نجم» على أن «مصر أرض الكنانة محفوظة بحفظ الله الجميل، وكما كانت نهاية التتار والغزاة على أيدى المصريين فإن دحر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية سوف يكون بإذن الله على أيدى المصريين».

وقال مستشار المفتى إن من يتابع تعليقات المصريين على التصريحات الهوجاء لـ«البغدادى» يدرك أن مصر والمصريين يعيشون حالة فريدة من الإصرار الوطنى لدحر الإرهاب، لا مثيل لها، مؤكداً أن هذا هو حال المصريين دوماً وطوال تاريخهم، خصوصاً فى أوقات المحن والتحديات، وتابع: الإرهابيون يخدعون أتباعهم بوهم الخلافة ويتحدثون مع بعضهم عن توزيع السبايا من النساء، مشيراً إلى أن كلمة زعيم «داعش» ما هى إلا افتئات أهوج على آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتأويلها تأويلاً خاطئاً، واستخدام الآيات والأحاديث التى تدعو إلى الجهاد فى غير موضعها، وفى غير مرادها الذى جاءت فيه.

وأوضح أن تنظيمات الظلام التى تعشق سفك الدماء وتستبيح الأعراض تأخذ آيات القتال وتؤولها بحسب فهمها السقيم وتفسيرها العقيم، لتلبس على المسلمين دينهم فى محاولة بائسة من هذه التنظيمات لتبرير وشرعنة الجرائم التى ترتكبها والدماء التى تسفكها، وبذلك يثيرون ضغائن غير المسلمين على الإسلام والمسلمين بل ويؤججون حروباً ضد العالم الإسلامى من كل حدب وصوب، حتى أن الإسلام ليؤتى من قِبَلهم، قبل أن يؤتى من قِبَل أعدائه.

وطالب مستشار المفتى بضرورة الاصطفاف فى مواجهة المشكلات التى تواجه الوطن، مؤكداً ثقة المصريين فى قدرة القوات المسلحة وأجهزة الدولة على دحر الإرهاب واجتزازه من جذوره، داعياً وسائل الإعلام المختلفة إلى عدم تضخيم مثل هذه التصريحات الجوفاء التى تصدر من هذه الجماعات الإرهابية، وعدم الانجراف فى الترويج لحملاتها الدعائية حتى لا تكون بوقاً من أبواقها التى تنشر من خلالها أجنداتها، فهى من جانب تحاول تضخيم قدراتها على الأرض لتوهم الناس بذلك، كما أنها تحاول أن تبين أنها تدعو إلى الجهاد وتقوم به لتطبق شرع الله فى الأرض حسب زعمهم، رغم أن ما تقوم به هو إرجاف وإرهاب وهم فى ذلك يحرفون الكلم عن مواضعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.