عربي و دولي

شتاينماير بعد لقائه أبو مازن : لا بديل عن حل إقامة الدولتين

 

استقبل رئيس دولة فلسطين “محمود عباس” أبو مازن ظهر اليوم السبت فى مقر المقاطعة “الرئاسة الفلسطينية” فى مدينة “رام الله” بالضفة الغربية المحتلة وزير الخارجية الألمانى “فرانك-فالتر شتاينماير” والوفد المرافق له.

وقال “رياض المالكى” وزير الخارجية الفلسطينى – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الضيف الألمانى – إن اللقاء الذى جمع “أبو مازن” مع “شتاينماير” كان وديا وحميميا وتطرقت المباحثات الفلسطينية الألمانية لكافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف “المالكى” أن الوزير الألمانى استمع مع الرئيس عباس لشرح واف حول الأوضاع وتطوراتها فى منطقتنا وتحديدا التصعيد الخطير الذى أقدمت إليه الحكومة الإسرائيلية إزاء المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة ومدينة القدس المحتلة بشكل عام.

وأوضح الوزير الفلسطينى أن “شتاينمار” استمع من الرئيس الفلسطينى أن الموقف الفلسطينى والرغبة الفلسطينية تتمثل فى تهدئة الأوضاع فى المسجد الاقصى والمنطقة المحيطة به وليس عملية التصعيد وبالتالى إذا كان هناك رد من الجانب الإسرائيلي فعليها أن تلتزم بالوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك لمئات السنوات وأن تسمح للمصليين دخول المسجد دون أي حواجز أو تعقيدات وأن توفر لهم كافة التسهيلات الممكنة.

وتابع قائلا إن الرئيس عباس وضع الوزير الضيف فى صورة اللقاء الذى جمعه مؤخرا مع وزير الخارجية الأمريكى “جون كيرى” فى عاصمة الأردن “عمان” وطبيعة المحادثات بالإضافة إلى الجهود التى تم بذلها من قبل دولة فلسطين فى الأمم المتحدة من أجل تمرير مشروع قرار فى مجلس الامن الدولي يحدد سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضي الفلسطينية وتوفير قيام دولة فلسطين.

وأردف “المالكى” أن الجانبين طرقا إلى الوضع فى المنطقة والمحيط وما يحدث من تطورات فى كل من سوريا والعراق والأماكن القريبة من دولة فلسطين حيث كان هناك نقاش حول مدى تأثير مخاطر ما يحدث هناك على الوضع فى المنطقة بأكملها.

وأشار إلى أن الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية تثمن عاليا موقف وزير خارجية ألمانيا وزيارته للمنطقة للإطلاع على ما يحدث من تطورات واستعداه لبذل ما يمكن من جهد من أجل تخفيف من حدة التوتر التى شهدناها مؤخرا.

وأعرب المالكى عن أمله فى أن تساعد زيارات الوزير الألماني مع القادة الإسرائيليين المقررة غدا “الاحد” فى تخفيف حدة التوتر القائمة وفي ردع إسرائيل عن القيام بمزيد من خطوات تصعيدية فى المسجد الاقصى المبارك وفى القدس وفي باقى المناطق الفلسطينية المحتلة.

وأكد “المالكى” أن الرئيس عباس يرحب دائما بالضيف الألماني هنا في فلسطين، كما يرحب به أيضا فى أى وقت يشاء لزيارة فلسطين والقيادة الفلسطينية في اي وقت. ومن جانبه، قال “شتاينماير” إنه قام بزيارة فلسطين مرتين على الأقل هذا العام وأعرب عن سعادته من العودة إلى فلسطين، كما أعرب عن شكره الجزيل على حفاوة الاستقبال.

وأكد الوزير الألمانى أنه عقد جلسة مباحثات مع الرئيس عباس والتي وصفها ب “الجيدة جدا” و”معمقا إلى أبعد الحدود” .. مشيرا إلى أنه يحمل هذه المرة الكثير من القلق إزاء ما يحدث فى مجمل المنطقة. وأوضح أن “هذا العام عايشنا الصراع الذى حدث فى غزة والذى كلف العديد من الضحايا والذى شكل تهديدا جديا للأمن فى معظم المنطقة وخرجنا من ذلك بعملية بعثت بعض الأفاق في القاهرة أنه من الممكن التقدم إلى الأمام وألا يبقى الوضع على ما هو عليه وهذا ما ،أمل به وهذا ما نصبوا إلى تحقيقه.

وأضاف أنه على الرغم من هذه الجهود المصرية الجبارة، تعثرت وتوقفت المفاوضات ولم يبق الحال على ذلك وإنما فى الأيام الماضية نشاهد بقلق كبير اعتداءات وعمليات وقوع العديد من الضحايا من صغار السن.. مشيرا إلى أن الجميع يتحمل الآن المسئولية وأن نخرج من هذه المرحلة وأن لا تعود دوامة العنف.

وأعرب عن قناعته بأنه لا يوجد طريق بديل عن طريق المفاوضات من أجل الوصول إلى تحقيق حل الدولتين .. قائلا إنه “يعرف بأن الفلسطينيين ينتظرون ذلك منذ فترة طويلة وقد نفذ صبر الكثيرين حيث يسمع باستمرار دعوات لوقف أو قطع الجهود التي تهدف إلى إعادة واستئناف المفاوضات. وأردف أنه “على الرغم من كل تفهمه لذلك وبالرغم من مشاهدته لعقود طويلة من المفاوضات التى لم تؤدى إلى نتيجة حتى الآن ولكننى أعربت عن موقفى خلال اجتماعى مع الرئيس عباس ووزير الخارجية الفلسطينى من الموقف الذى يؤكد أنه لا بديل عن المفاوضات من أجل الوصول إلى حل سلمى ومن أجل تحقيق هدف الدولة الفلسطينية التى تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع إسرائيل”.

وأعلن الوزير الألمانى أنه فى الوقت الحاضر لا توجد الأرضية والشروط المناسبة بين دولتين لاستئناف المفاوضات ولكن اعتقد أنه في الوقت الحاضر من الأهمية للعمل على تخفيف الاحتقان. وأعرب عن سعادته الشديدة بالاجتماعات التي عقدت مؤخرا في عمان والذي شارك فيها الجانب الأردنى والإسرائيلى ووزير الخارجية الأمريكي وتمخض عنها جهود مشتركة لتخفيف الاحتقان والتظاهرات ومظاهر العنف وتحسين الوضع فيما يتعلق بالحرم الشريف .

وقال إن الجميع يعرف بأننا نقف فى صراع سياسى عنيد وصعب والشىء الوحيد الذى لا يجوز أن يحدث أبدا أن يتحول هذا الصراع السياسى إلى صراع دينى.. مشيرا إلى أنه “نغدو متقدمين ولو خطوة صغيرة إلى الأمام وفى الاتجاه الصحيح إذا تمخضت المحادثات التى جرت بالأمس وأول أمس فى أن تساهم فى أن يكون هناك دخول للمسلمين للصلاة إلى المسجد دون ان يكون هناك أى عوائق امامهم.

وأوضح أن ربما هذه الخطوة هي خطوة صغيرة خصوصا في عيون أولئك الذين ينتظرون قدوم الدولة الفلسطينية ولكن يعتقد أن هذه خطوة هامة لمنع التصعيد والعنف.. معربا عن أمله فى أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق وإذا تم تنفيذه والالتزام به سنكون قد حققنا خطوة إلى الأمام ويبقى امامنا عمل الكثير حيث يوجد هناك مهمات كبيرة في انتظارنا مثل إعادة بناء المنازل المهدمة في غزة وأيضا العمل من أجل أن يكون هناك طريق لاستعادة المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين.

وأعرب عن أمله فى أن يرافقه وزير خارجية الولايات المتحدة “جون كيري” في الخطوات القادمة حيث بذل جهود كبيرة وهامة .. كما أعرب عن أمله فى إلا يتراجع عزمه وجهوده فى المرحلة القادمة كما اعرب عن أماله فى أن تتوفر الشروط من أجل استئناف المفاوضات قريبا قائلا إنه يجب أن تتأكدوا تماما بأن أوروبا والحكومة الألمانية ستكونان معاونا ومساعدا على هذا الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.